تصفـية ناشطة سياسية في “حزب يساري” ورميـ ـها من الطابق العاشر…بعد اكتشافها لـ”ملفات حساسة” و عمليات تهريب سلاح من ليبيا إلى تونس

تونس – في برنامج “بلا قناع” و بعد مرور أكثر من عقد على الوفاة الغامضة للناشطة السياسية الشابة كاهنة حسين، تعود القضية إلى واجهة الأحداث بتصريحات جديدة ومثيرة لوالدتها، روضة دراي حسين، التي قدمت رواية مغايرة تمامًا للرواية الرسمية، مشيرةً إلى وجود أبعاد سياسية وأمنية قد تكون وراء وفاة ابنتها التي وصفتها بـ “أول اغتيال سياسي” في تونس ما بعد الثورة.
من السقوط الغامض إلى شبهة القتل العمد
في الأيام التي تلت الحادثة، انتشرت رواية تفيد بأن كاهنة (19 عامًا) سقطت من أحد طوابق فندق شهير في العاصمة، مع تداول معلومات عن تورط أطراف أجنبية. إلا أن والدتها، السيدة روضة، تدحض هذه الفرضية بقوة، وتصفها بأنها محاولة للتعتيم على الحقيقة.
في شهادتها، أوضحت أن جثة ابنتها وُجدت فوق سطح مطبخ الفندق في وضعية تثير الشكوك. وقالت: “ابنتي وُجدت وملابسها مرتبة، وهاتفها المحمول ونظاراتها بجانبها. هذه التفاصيل لا تتوافق مع حادثة سقوط، بل تشير إلى أن الجثة قد تكون وُضعت في المكان بشكل مُدبّر”. وأضافت أن لقطات كاميرات المراقبة التي اطلعت عليها لم تُظهر لحظة دخول ابنتها إلى الفندق، مما يعزز فرضية وقوع الجريمة في مكان آخر.
الفيديو:
تصفـية فتاة ورميـ ـها من الطابق العاشر..قضية الكاهنة تطفو على السطح وشكوك بتورط مسؤولين في مقـ ـتلها
خلفية سياسية متوترة وتهديدات موثقة
لإعطاء سياق لتصريحاتها، ذكّرت السيدة حسين بالجو السياسي المشحون الذي كانت تنشط فيه ابنتها. كاهنة، التي كانت قيادية شابة في حزب سياسي يساري، اشتهرت بمشاركتها الفعالة في اعتصامات القصبة وباردو، وكانت تدافع بقوة عن قضايا حقوقية واجتماعية، وهو ما جعلها في مواجهة مع تيارات فكرية وسياسية مختلفة.
وكشفت والدتها عن تلقي كاهنة تهديدات خطيرة وموثقة بالقتل عبر الإنترنت قبل وفاتها بفترة قصيرة. والمثير للقلق، حسب قولها، هو اكتشاف أن الشخص الذي أرسل التهديدات يتشارك نفس عنوان بروتوكول الإنترنت (IP Address) مع الشاب الذي ادعى أنه كان برفقة كاهنة يوم الحادثة، والذي تم إيقافه لاحقًا في القضية.
دوافع محتملة وأسرار خفية
في الجزء الأكثر حساسية من حديثها، ألمحت روضة حسين إلى أن ابنتها قد تكون راحت ضحية لمعرفتها بمعلومات خطيرة. فقد ذكرت أن الفندق الذي شهد الحادثة كان مقرًا لنشاطات سياسية وأمنية مكثفة في تلك الفترة، وكان يأوي شخصيات ليبية بارزة.
وتعتقد الأم أن ابنتها ربما اطلعت بالصدفة على محادثات تتعلق “بملفات حساسة” مثل تهريب السلاح عبر الحدود التونسية الليبية، وهو ما قد يكون السبب وراء استهدافها. وتروي أن آخر مكالمة مع ابنتها كانت مليئة بالخوف والارتباك، وانتهت فجأة بعد سماعها صوت رجل يواجه كاهنة.
الفيديو:
حتى لا تفضح خطتهم في إدخال الس ـــلاح ..قــــ ــتل ناشطة سياسية و أمها تكشف المتهمين وتستغيث بالرئيس
مناشدة لكشف الحقيقة بعد سنوات من الانتظار
بعد مرور القضية على خمسة قضاة تحقيق مختلفين على مدار 13 عامًا دون الوصول إلى حكم نهائي، عبرت روضة حسين عن إحباطها من بطء الإجراءات القضائية، متسائلة عن الأسباب التي تمنع كشف الحقيقة في قضية تعتبرها محورية في تاريخ تونس الحديث.
وقالت: “لقد وجهت اتهاماتي بشكل رسمي في ملف القضية، وما زلت أنتظر العدالة. كل ما نريده هو متابعة التحقيقات بجدية للوصول إلى الحقيقة الكاملة”.