مسؤولين كبار بالدولة و على رأسهم وزير فلاحة: يتمتعون بـ”سيارات وامتيازات و رحلات” و ينفذون أكبر جريمة في حق الشعب التونسي افراغ السدود وإهدار 400 مليون متر مكعب من المياه العذبة مباشرة في البحر

في حلقة تلفزيونية مشحونة بالغضب والاستنكار، أعاد الإعلامي محمد البوزيدي تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا إثارة للألم في الذاكرة التونسية الحديثة: القرار الكارثي الذي اتخذه وزير فلاحة سابق بإفراغ كميات هائلة من مياه السدود في البحر، في خطوة وُصفت بأنها “جريمة” لا تغتفر في حق الشعب ومستقبل أمنه المائي والغذائي.
تفاصيل القضية: “جريمة” موثقة بالصوت والصورة
استهل الإعلامي محمد البوزيدي نقاشه بنبرة حادة، مذكرًا المشاهدين بواقعة صادمة تمثلت في إقدام مسؤولين كبار في الدولة، على رأسهم وزير فلاحة، على تفريغ السدود وإهدار ما يقدر بـ 400 مليون متر مكعب من المياه العذبة مباشرة في البحر. وأشار البوزيدي بسخرية مريرة إلى أن هؤلاء المسؤولين، الذين يتمتعون بـ”السيارات والامتيازات والسفريات”، اتخذوا قرارًا ألقى بالبلاد في دوامة من العطش والجفاف.
الفيديو:
أكبر جريمة في العالم اقترفها وزير تونسي ولم يحاسب..تفريغ السدود في البحر والحكم على التوانسة بالعطش
عززت القناة التلفزيونية طرحها بعرض مشاهد قاسية لخزانات سدود شبه فارغة، حيث انحسرت المياه بشكل كبير كاشفة عن قيعان جافة وأراضٍ متشققة، في تناقض صارخ مع ما كانت عليه قبل هذا القرار. وقال البوزيدي متسائلاً: “أبهكذا طريقة خدمنا فلاحتنا؟”، مضيفًا أنه منذ تلك الحادثة، “ونحن نجري لنلمّ قطرة ماء”، في إشارة إلى الأزمة المائية الحادة التي تعيشها تونس اليوم.
نقاش حاد يكشف عمق الأزمة
لم يكن النقاش مجرد استعراض للماضي، بل تحول إلى مواجهة حادة حول المسؤوليات. عندما حاول المحلل السياسي توسيع دائرة النقاش للحديث عن الفشل الممنهج في قطاع الفلاحة، قاطعه البوزيدي بحدة، مصرًا على تركيز الاتهام على الفعل المحدد: “وزير جاء ففرغ السدود… حط كرسيه وحل السدود في البحر!”.
من جانبه، أقر الضيف بأن ما حدث، إن ثبت بشكل قاطع، فهو “جريمة ضد الشعب التونسي يجب أن يحاسب عليها القضاء”. لكنه أشار أيضًا إلى أن هذه الكارثة ليست سوى قمة جبل الجليد، فهناك كوارث أخرى في وزارة الفلاحة، مثل أزمة زيت الزيتون، وفشل ممنهج رغم وجود أكثر من 30 مؤسسة جامعية وبحثية متخصصة في الفلاحة مثل المعهد الوطني للعلوم الفلاحية (INAT) ومعاهد مجاز الباب ومقرن.
دعوة للمحاسبة ورؤية استراتيجية مفقودة
انتهى النقاش إلى خلاصة مفادها أن تونس تعاني من غياب تام للرؤية الاستراتيجية في إدارة مواردها الحيوية. فبينما يمتلك البلد كفاءات ومؤسسات بحثية عريقة، فإن القرارات السياسية والإدارية الكارثية تقوض كل الجهود.