أخبار تونساخبار

تحقيق يكشف عن ممارسات طبية خطيرة في مصحات تونسية

تونس – أعاد برنامج تلفزيوني تونسي تسليط الضوء على قضية حساسة تتعلق بالسلامة الطبية في تونس، كاشفًا عن استخدام دواء محظور يُعرف باسم “سيتوتيك” (Cytotec) في عمليات إجهاض داخل مصحات خاصة، مما أدى إلى وفاة سيدة وأثار تساؤلات جدية حول الرقابة على القطاع الصحي الخاص وشبكات تهريب الأدوية.

مأساة طبية.. تفاصيل الواقعة

تناول التقرير قصة مأساوية لسيدة تبلغ من العمر 45 عامًا، كانت حاملًا في شهرها الخامس بعد خضوعها لعملية تلقيح مجهري. بعد تأكيد وفاة الجنين في رحمها، توجهت إلى مصحة خاصة في مدينة الحمامات لإجراء عملية إجهاض طبية.

وفقًا لشهادة أحد أقاربها، لم تكن الطبيبة المشرفة متواجدة عند وصول المريضة فجرًا، وقامت ممرضة بإعطائها جرعة من دواء “سيتوتيك”. بعد فترة وجيزة، تعرضت السيدة لمضاعفات صحية خطيرة أدت إلى توقف قلبها. وفي ظل غياب فريق طبي متخصص للتدخل الفوري، دخلت في غيبوبة استمرت ثلاثة أسابيع قبل أن تفارق الحياة، مخلفة وراءها أسئلة كبيرة حول الإجراءات الطبية المتبعة.

الفيديو:

صاادم ومسكوت عنه..قـ ـتل آلاف الأرواح البشرية باستعمال أدوية محظورة دوليا في العيادات والمصحات؟!

“سيتوتيك”: دواء خارج الاستخدام المخصص

المثير للقلق أن “سيتوتيك” هو دواء مخصص في الأصل لعلاج قرحة المعدة، وليس للإجهاض. لكن بسبب آثاره الجانبية التي تشمل تحفيز تقلصات الرحم، يتم استخدامه بشكل غير قانوني وخطير لإنهاء الحمل. وقد حظرت دول عديدة، منها فرنسا منذ عام 2018، استخدامه لهذا الغرض بسبب المخاطر الجسيمة التي يشكلها على صحة المرأة.

في تونس، يخضع استيراد هذا الدواء لرقابة صارمة ويُعتبر محظورًا للاستخدام في عمليات الإجهاض، خاصة في مراحل متقدمة من الحمل التي تتطلب تدخلًا جراحيًا متخصصًا. وصول هذا الدواء إلى مصحات خاصة واستخدامه دون إشراف طبي دقيق يكشف عن وجود ثغرات خطيرة في منظومة الرقابة على الأدوية.

تساؤلات حول الرقابة وقطاع الأدوية

لم تقتصر القضية على هذا الخطأ الطبي الفادح، بل امتدت لتشمل انتقادات أوسع للمنظومة الصحية. أشار متدخلون في البرنامج إلى وجود “لوبيات” تسيطر على قطاع استيراد وتصنيع الأدوية في تونس، مما يصعّب عملية الرقابة ويفتح الباب أمام ممارسات غير قانونية.

كما تم الربط بين تدهور الخدمات في القطاع الصحي العمومي واضطرار المواطنين للجوء إلى المصحات الخاصة، التي قد لا يلتزم بعضها بالمعايير الطبية الصارمة، مما يعرض حياة المرضى للخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى