أسطول الصمود: انقطاع الاتصال بمعظم السفن واعتقال تونسيين، وسفينة تنجح في الوصول لمياه غزة الإقليمية

في تطور دراماتيكي لرحلة “أسطول الصمود” الهادف لكسر الحصار عن غزة، انقطع الاتصال بمعظم سفن الأسطول فجر اليوم بعد اقترابها من السواحل الفلسطينية، فيما أكدت مصادر من الهيئة التسييرية للأسطول نجاح سفينة واحدة على الأقل في اختراق الحصار والوصول إلى المياه الإقليمية للقطاع.
أكد الدكتور أمين بن نور، عضو الهيئة التسييرية لـ”أسطول الصمود”، في مداخلة له على إذاعة “موزاييك FM” صباح اليوم، أن الاتصالات انقطعت بشكل كامل مع آخر سفينة كان يتم متابعتها حوالي الساعة الخامسة صباحًا، مما يرجح اعتراضها من قبل القوات البحرية الإسرائيلية.
الفيديو:
انقطاع الاتصال وتفاصيل الاعتراض
أوضح بن نور أن الاتصال فُقد تدريجيًا مع سفن الأسطول، حيث كانت سفينة “فلوريدا” ثم “الكتالة”، التي يُشارك على متنها الناشط التونسي لؤي الشارني، من بين آخر السفن التي تم التواصل معها قبل انقطاع الإشارة بشكل كامل. وقال: “انقطع الاتصال بآخر سفينة كنا نتابعها، وهي سفينة ‘الكتالة’ التي كان على متنها لؤي الشارني، الذي يشتهر بخطته المعروفة بـ’خطة الديناصور'”.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن القوات الإسرائيلية واجهت صعوبة في اعتراض جميع السفن في آن واحد بسبب عددها وتفرقها، مما دفعها إلى التركيز على السفن الكبيرة أولاً.
اختراق ناجح لسفينة “ميكانو”
على الرغم من اعتراض معظم السفن، كشف الدكتور أمين بن نور عن نجاح لافت لسفينة “ميكانو”، التي تحمل اسم “الديري” تيمناً بمدينة فلسطينية. وأكد قائلاً: “حسب آخر تحديث من خلال مواقع تتبع السفن، تم رصد سفينة ‘ميكانو’ وقد دخلت المياه الإقليمية الغزاوية، وهي الآن على بعد 8 أميال فقط من السواحل”.
وأضاف أن هذا النجاح جاء نتيجة تكتيك “المراوغة” الذي اتبعته السفن الصغيرة، حيث شغلت القوات الإسرائيلية وخلقت ثغرة مكنت سفينة “ميكانو” من العبور. ووصف المشهد قائلاً: “يبدو أن السفن الصغيرة قامت بعملية مراوغة ناجحة، مما سمح بترك مساحة فارغة في الوسط تمكنت من خلالها إحدى السفن من التقدم والوصول إلى هدفها”. هذا الإنجاز يعني أن الفلسطينيين على شاطئ غزة أصبحوا قادرين على رؤية السفينة بالعين المجردة.
مصير المشاركين التونسيين والعرب
أشار بن نور إلى أن الأسطول يضم مشاركين من عدة دول عربية، من بينهم 28 تونسيًا، 17 جزائريًا، 7 مغاربة، وموريتاني واحد. وأكد أن 21 تونسيًا من بين المشاركين كانوا على متن السفن التي تم اعتراضها، وهم الآن في حكم المعتقلين، بينما لا يزال مصير السبعة الآخرين غير مؤكد بشكل رسمي.
بروتوكول المقاومة اللاعنفية
شدد الدكتور أمين بن نور على أن جميع المشاركين في الأسطول تلقوا تدريبات مكثفة على بروتوكولات المقاومة اللاعنفية، وهو المبدأ الأساسي للرحلة. وأوضح أن المشاركين انطلقوا “بصدور عارية” ودون أي سلاح.
وتتضمن البروتوكولات التي تم التدرب عليها:
-
عدم الاشتباك أو الاستفزاز: الامتناع عن أي رد فعل عنيف تجاه القوات الإسرائيلية.
-
السلامة أولاً: ارتداء سترات النجاة ورفع الأيدي عند لحظة الاعتراض.
-
حماية المعلومات: إلقاء الهواتف والأجهزة الإلكترونية في البحر لمنع مصادرتها والوصول إلى البيانات الشخصية.
-
الإضراب عن الطعام: الامتناع عن تناول أي طعام أو شراب يقدمه الجانب الإسرائيلي بعد الاعتقال، والدخول في إضراب جوع كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي.
وتستمر المتابعة الحثيثة لمصير المشاركين في “أسطول الصمود”، حيث تعمل اللجان القانونية الدولية على متابعة أوضاع المعتقلين، بينما يترقب العالم وصول سفينة “ميكانو” إلى ميناء غزة في الساعات القادمة.