أخبار تونساخبار

مسؤولون كبار في الدولة يمولون حياة البذخ من أموال الرشوة

تونس – في تصريحات نارية كشفت عن تفاصيل دقيقة، وجه الناشط السياسي معز بالحاج منصور اتهامات مباشرة لمسؤولين كبار في الدولة التونسية بالإثراء غير المشروع، مؤكداً أن حياة البذخ التي يعيشونها، والتي تشمل شراء مئات الهكتارات والعقارات الفاخرة، لا يمكن أن تمول إلا من “أموال الرشوة” في ظل صمت أجهزة الرقابة المالية.

أمثلة صارخة: من مرتب 5 آلاف دينار إلى شراء 600 هكتار

استعرض بالحاج منصور أمثلة ملموسة لتوضيح حجم الفجوة بين المداخيل المعلنة ونمط حياة هؤلاء المسؤولين، قائلاً: “حين تجد موظفاً وزوجته لا يتجاوز دخلهما معاً 5 آلاف دينار شهرياً، بينما يدرس أبناؤهما في الخارج بتكلفة تصل إلى 120 ألف دينار سنوياً، فإن السؤال يطرح نفسه بقوة”.

الفيديو:

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل تطرق إلى أمثلة أكثر تحديداً لعمليات تملك مشبوهة، مضيفاً: “كيف تجد شخصاً يشتري 600 هكتار من الأراضي الخصبة في جندوبة، ويقوم بالتصريح بقيمتها بسعر زهيد يبلغ 100 فرنك للمتر فقط؟ كما أشار إلى موظف آخر تمكن من شراء خمسة عقارات فاخرة داخل العاصمة وحدها، وكل هذا وهو مرهون للقروض رسمياً”.

وأكمل الصورة بوصف مظاهر البذخ الأخرى قائلاً: “تجد لديهم مساكن فاخرة في أرقى الأحياء تحتوي على مسابح، وسيارات فارهة لهم ولأبنائهم، ورحلات صيفية في أفخم النزل”.

“الرشوة”.. المحرك الرئيسي لنسيج الفساد

شدد بالحاج منصور على أن مصدر هذه الثروات واضح ولا يقبل الجدال، قائلاً: “من أين لهم كل هذه الأموال؟ الجواب واضح، من الرشوة، ولا جواب آخر”. وأكد أن الفساد أصبح ظاهرة متجذرة تخترق النسيج العميق للدولة، على حد تعبيره، مضيفاً: “الرشوة الآن تخترق كل القطاعات، وما من قطاع بريء أو وزارة عليها نور، كلهم متورطون”.

ولفت إلى المفارقة المتمثلة في جرأة هؤلاء المسؤولين على استخدام الإدارات القانونية في مؤسساتهم لمقاضاة من يكشف فسادهم بتهمة “الثلب والمس من الشرف”، معتبراً ذلك دليلاً إضافياً على نفوذهم.

دعوة مباشرة لرئاسة الجمهورية لتطبيق مبدأ “من أين لك هذا؟”

وجه الناشط السياسي دعوة مباشرة إلى رئيس الجمهورية للتحرك بشكل جدي وحاسم، قائلاً: “على السيد رئيس الجمهورية أن يتجاوز الزيارات ويقوم بفتح الملفات. يجب فتح ملفات مكاسب هؤلاء المسؤولين وتطبيق مبدأ ‘من أين لك هذا؟’ بشكل فعلي”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن كشف هذه التناقضات هو أبسط أشكال محاربة الفساد، مضيفاً: “لو طُلب منهم فقط أن يفسروا كيفية عيشهم بهذه الطريقة، لفُضحت الحقائق أمام الرأي العام. فليقصوا علينا كيف يعيشون حتى نعيش مثلهم”.

مطالبات بإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب

تأتي هذه التصريحات لتزيد من الضغط الشعبي والسياسي المطالب بتكثيف الجهود لمكافحة الفساد ومحاسبة كل من يثبت تورطه في نهب المال العام، ووضع حد لثقافة الإفلات من العقاب التي سمحت لهذه الممارسات بالاستشراء داخل مفاصل الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى