عضو نقابي سابق يكشف ملفات فساد مالي وإداري خطيرة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل

تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بشكل واسع مقطع فيديو مأخوذ من حوار على إذاعة “ديوان أف أم”، يظهر فيه السيد أنور الحسيني، (عضو سابق في نقابة التعليم الأساسي بصفاقس)، وهو يطلق سلسلة من الاتهامات الخطيرة بالفساد المالي والإداري والابتزاز داخل هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، كاشفاً بالأرقام والوقائع ما وصفه بـ”فضائح بالجملة”.
اتهامات بالفساد والمحسوبية في التعيينات
بدأ الحسيني حديثه بتوجيه اتهامات مباشرة تتعلق بالمحسوبية والتوظيف غير القانوني، حيث أكد أن أبناء المسؤولين النقابيين يتم تعيينهم مباشرة في وظائف مرموقة وذات رواتب عالية. وقال: “أبناء المسؤولين النقابيين الصغار يتم تعيينهم مباشرة في الوظيفة العمومية وفي أرقى القطاعات، سواء قطاعات النفط أو البنوك أو التأمين، وهي القطاعات التي تمنح امتيازات كبيرة”. وأشار بشكل مباشر إلى أبناء “الأمين العام” وقيادات جهوية في صفاقس كأمثلة على هذه الممارسات، مؤكداً أن الفساد “استشرى وأصبحت القيادات من أصحاب الكروش المنتفخة”.
ملفات مالية بالأرقام: سيارة واحدة بتكلفة صيانة 46 مليون دينار
لم تتوقف الاتهامات عند هذا الحد، بل قدم الحسيني أرقاماً دقيقة من تقارير مالية، زاعماً وجود تضخيم هائل في المصاريف. واستشهد بتقرير الاتحاد الجهوي ببن عروس الذي ذكر أن تكلفة “إصلاح وتأمين السيارات” بلغت 49 مليون دينار على مدى ثلاث سنوات.
الفيديو:
لكن الاتهام الأكثر إثارة كان موجهاً للجامعة العامة للتعليم الأساسي، حيث كشف أن تقريرها المالي أظهر صرف مبلغ 46 مليون دينار على نفس البند (إصلاح وتأمين السيارات)، في حين أن الجامعة، بحسب قوله، “لا تملك سوى سيارة واحدة”. كما أضاف أن المسؤول المالي بالجامعة رفض التوقيع على التقرير لغياب الوثائق الثبوتية، إلا أن المؤتمر صادق عليه بالإجماع دون نقاش.
ابتزاز رجال الأعمال وإثراء غير مشروع
في جزء آخر من حديثه، اتهم الحسيني قيادات نقابية بممارسة “الابتزاز” ضد رجال الأعمال لإجبارهم على تمويل أنشطة الاتحاد، مثل المهرجانات والمؤتمرات. وأوضح قائلاً: “رجال الأعمال يدفعون بالسيف في المؤتمرات، ويا ويله الذي لا يدفع حصته… نوقف لك المصنع”. وربط هذه الممارسات بالإثراء غير المشروع للقيادات النقابية، مشيراً إلى أن بعضهم “دخل المنظمة على دراجة نارية، واليوم يملك الفيلات والزيتون والسيارات الفاخرة”.
غياب الديمقراطية وتحدٍ مباشر للقيادة
وفيما يتعلق بالديمقراطية الداخلية، وصف الحسيني المنظمة بأنها “غير ديمقراطية وديكتاتورية”، مؤكداً أن نتائج المؤتمرات تكون محسومة مسبقاً بقوائم جاهزة من “المركزية النقابية والبيروقراطية”. وفي تحدٍ مباشر، دعا الأمين العام الحالي للاتحاد إلى إظهار بطاقة انخراطه، زاعماً أنه لا يملكها، وأن لا أحد من النقابيين يملك بطاقة انخراط فعلية.
أثارت هذه التصريحات النارية موجة واسعة من ردود الفعل بين المتابعين، الذين طالبوا بفتح تحقيق جاد في هذه الادعاءات.