زوج الناطقة الرسمية باسم مجلس شورى حركة النهضة يخرج عن صمته و يكشف معلومات خطيرة عن حركة النهضة ….

في حوار تلفزيوني متوتر تحول إلى ساحة لتبادل الاتهامات، انفجرت مواجهة حادة بين الإعلامي محمد البوزيدي والنائب السابق شكيب العيادي، كاشفة عن مزاعم خطيرة تتعلق بملفات فساد متشعبة داخل حركة النهضة وقطاع الطاقة في تونس. بدأ النقاش باتهام مباشر للعيادي بمعرفته بـ”كواليس تقسيم الكعكة” بحكم قربه من دوائر صنع القرار في النهضة، لينتهي بكشف العيادي عن تفاصيل مثيرة حول ممارسات شركات نفطية أجنبية وتواطؤ أطراف داخلية.
“أنت تعرف الأسرار”: بداية المواجهة
استهل الإعلامي محمد البوزيدي الحوار بتوجيه اتهام مباشر لضيفه، مستنداً إلى أن زوجة العيادي كانت “الناطقة الرسمية باسم مجلس شورى حركة النهضة”. وقال البوزيدي بلهجة تحدٍ: “أنت تعرف الكواليس، وتعرف الأسرار، وتعرف كيف تُقسم الكعكة”، مطالباً إياه بالحديث بوضوح عن عمليات “البيعة والشرية” التي تتم في ملفات حيوية، في إشارة إلى رخص استغلال الثروات الوطنية.
نظرية “النهضتين” والانقسام الداخلي
رد شكيب العيادي على هذه الاتهامات بالكشف عما أسماه “الانقسام الداخلي” في حركة النهضة، مقدماً نظرية “النهضتين”. وأوضح العيادي قائلاً: “هناك نهضة الخارج، القادمون من بريطانيا وفرنسا، وهؤلاء هم من يحصلون على المناصب الحكومية والولايات لأنهم ‘سيفيليزي’ (متحضرون). وهناك نهضة الداخل، ‘الزواولة’ (الفقراء) الذين ناضلوا هنا، وهؤلاء يُستخدمون فقط في الحملات الانتخابية لجلب الخيام والكراسي”.
الفيديو:
شهد شاهد من أهلها..هكذا كانت النهضة تسير الدولة وتوزع المناصب وتقتسم الغنائم وهكذا تعقد الصفقات ؟!!
واستشهد العيادي بزوجته كمثال، قائلاً إنها رغم كفاءتها كـ”محامية لدى التعقيب ودكتورة في القانون”، لم تحصل على أي منصب رفيع لأنها لا تنتمي إلى “جماعة الخارج”. وأضاف بسخرية: “هذا ليس قد المقام، هو ‘ولد حفيانة'”، في إشارة إلى التمييز الذي يمارس ضد أبناء المناطق الداخلية.
من الفساد السياسي إلى ملف الطاقة
عندما ضغط عليه المحاور حول ملف بيع الرخص النفطية، انتقل العيادي إلى صلب اتهاماته المتعلقة بقطاع الطاقة. حيث قال إن الفساد لا يقتصر على “رخص الكشاك” بل يطال “رخص البترول”، وهي الصفقات التي وصفها بـ”الضربة الواحدة التي تكفي”.
في هذا السياق، وجه العيادي اتهامات مباشرة لشركة “إيني” الإيطالية، التي عمل بها سابقاً، بالضلوع في ممارسات إجرامية. وقال: “بلغني وأنا في منصبي الوظيفي أن شركة إيني، ممثلة في مديرها العام، كانت تبحث عن رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان بكل شكل من الأشكال”، كاشفاً عن لقاءات جمعتهما في “سفارة إيطاليا” و”نزل لا سيكال بطبرقة”.
وزعم العيادي أن الشركة الإيطالية دبرت إضرابات مدبرة وتسببت في “تدمير عدد كبير من الآبار النفطية” للتخلص من كلفة إنتاجها. كما اتهمها بـ”التلاعب بكميات الإنتاج”، واستيراد معدات مستعملة من فروعها في دول إفريقية وفوترتها على الدولة التونسية بأسعار باهظة، قائلاً: “يأتون بمعدات لا تساوي 20 ملياراً ويفوترونها على الدولة بـ100 مليار”.
التواطؤ الداخلي و”شراء الذمم”
لم تقتصر اتهامات العيادي على الشركة الأجنبية، بل طالت أيضاً مسؤولين وموظفين عموميين في شركة “إيتاب” (المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية)، وهي شريك الدولة في عقود النفط. وأكد العيادي أنه “تم استقطاب مجموعة كبيرة من الموظفين العموميين صلب إيتاب” عبر تقديم منافع مادية وعينية لهم، مثل “وعود بالانتداب في الشركة، أو إرسال أبنائهم للدراسة في الخارج”. وأشار إلى أن هذه الممارسات أدت إلى غض الطرف عن التجاوزات الخطيرة، مؤكداً أنه تم طرده من عمله عام 2019 بعد تبليغه عن هذا الفساد.
اتهام مضاد بالصمت والمراوغة
في المقابل، عاد البوزيدي ليواجه ضيفه بمسؤوليته، قائلاً: “لكنك كنت تملك اليد الطويلة في مجلس شورى النهضة، لماذا لم تعرض هذه المسائل المتعلقة بسرقة البلاد؟”، متهماً إياه بـ”المراوغة وإخفاء الحقيقة”. إلا أن العيادي قلل من أهمية مجلس الشورى، واصفاً دوره بـ”دور حكم كرة القدم يوم الأحد”، حيث يجتمع الأعضاء بشكل دوري في فندق “ليتعاركوا قليلاً” حول توزيع الوزارات ثم يغادرون.