تونس تهتز على واقع الصدمة..أحكام ثقيلة على نخبة من الأمنيين ممن كشفوا عملـ ـية باردو الإرهـ ـابية

في حلقة تلفزيونية مشحونة، تفجرت مواجهة كلامية حادة كشفت عن اتهامات خطيرة تتعلق بملف عملية باردو الإرهابية التي وقعت عام 2015. واتهم الإعلامي محمد البوزيدي، خلال نقاش مع شكيب العيادي، زوج الناطقة الرسمية باسم مجلس شورى حركة النهضة، أطرافاً سياسية مرتبطة بالحركة بالتلاعب بالقضية لتحويل الأمنيين الذين واجهوا الإرهابيين من “أبطال” إلى “مطلوبين للعدالة”.
تفاصيل النقاش الحاد:
بدأ السجال عندما طرح الإعلامي محمد البوزيدي سؤالاً مباشراً على ضيفه شكيب العيادي، مستذكراً “حكايات وروايات” أعقبت هجوم باردو، وألمح إلى أن زوجة العيادي، وهي قيادية في حركة النهضة، تحدثت في السابق عن محاولات “لتمييع العملية الإرهابية”.
حاول العيادي شرح السياق، قائلاً إن الأحداث بدأت بعد الهجوم الذي استهدف متحف باردو، والذي وصفه بأنه “ضرب للاقتصاد الوطني في شريانه الرئيسي”، نظراً لأهمية المتحف كوجهة سياحية رئيسية. وأشاد العيادي بتدخل القوات الخاصة التي قضت على الإرهابيين، ذاكراً بالاسم الشهيد أيمن مرجان الذي سقط في العملية.
لكن النقطة المحورية في حديثه كانت عندما صرح بأن الأمنيين الذين “كشفوا العملية من طأطأ للسلام عليكم”، تحولوا لاحقاً من محققين إلى “مطلوبين” في القضية نفسها.
الفيديو:
تونس تهتز على واقع الصدمة..أحكام ثقيلة على نخبة من الأمنيين ممن كشفوا عملـ ـية باردو الإرهـ ـابية
هنا، قاطع البوزيدي ضيفه بحدة، رافضاً ما اعتبره “مراوغة”، ووجه اتهاماً صريحاً قائلاً: “أنت تعرف أن نواباً من حركة النهضة تلاعبوا بالملف وحاولوا أن يلفقوا تهماً للأمنيين… وقلبوا الطاولة عليهم وردهم من أبطال إلى مطلوبين للعدالة”.
ازدادت حدة النقاش عندما حاول العيادي نفي التهمة وتحويلها إلى مسؤولية القضاء، وهو ما رفضه البوزيدي الذي أصر على أن هناك تدخلاً سياسياً واضحاً.
تحليل سياسي وقضائي:
تدخل النائب السابق بدر الدين القمودي في النقاش ليقدم رؤية أوسع، حيث ربط ما حدث في قضية باردو بنمط من “التلاعب بالملفات” خلال فترة ما بعد 2011. وأشار القمودي إلى أن القضاء في تلك الفترة، والذي وصفه بـ “قضاء البحيري”، شهد تسييساً ممنهجاً أثر على قضايا كبرى مثل اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وملفات الإرهاب الأخرى.
وعبر القمودي عن صدمته من استمرار هذا النهج حتى بعد تاريخ 25 جويلية 2021، قائلاً: “اليوم، وبعد أربع سنوات من 25 جويلية، ما زلنا نسمع بأحكام تصدر ضد الأمنيين الذين باشروا التحقيق في هذه القضايا، وهي أحكام أقسى من تلك التي صدرت بحق الإرهابيين أنفسهم”. وتساءل القمودي بشكل ساخر: “هل نحن في 24 جويلية أم 25 جويلية؟”، في إشارة إلى أن الذهنية القديمة ما زالت تتحكم في مفاصل الدولة.
واختتم القمودي حديثه بتوجيه نداء مباشر إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، مطالباً إياه بـ “التعجيل بتطهير الإدارة والقضاء”، معتبراً أن التقدم مستحيل في ظل بقاء “امتدادات المنظومة السابقة”.