أخبار تونساخبارالطقس

ظاهرة جوية نادرة ومذهلة برأس الجبل والمهدية : سحابة جدارية ضخمة ‘Shelf Cloud’ وإنذارات بتقلبات مناخية حادة

تونس – شهدت سواحل منطقتي رأس الجبل والمهدية في تونس، مساء أمس، ظاهرة جوية نادرة ومذهلة، تمثلت في ظهور “سحابة جدارية” ضخمة (Shelf Cloud)، أثارت مزيجًا من الدهشة والرهبة لدى المصطافين والمواطنين الذين وثقوا المشهد بصور ومقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

مشهد مهيب يقطع هدوء الشاطئ

في الوقت الذي كانت فيه العائلات والمصطافون يستمتعون بأجواء السباحة الهادئة في منطقة رأس الجبل بين الساعة السادسة والنصف والسابعة مساءً، فوجئ الجميع بتشكل سحابة هائلة وداكنة امتدت على طول الأفق فوق سطح البحر، متقدمة نحو الشاطئ بشكل يوحي بموجة عملاقة أو جدار سماوي.

وقد وصفت إذاعة “موزاييك أف أم” في برنامج “صباح الناس” المشهد بأنه “سبحان الله”، مشيرة إلى أن هذا المنظر غير المألوف دفع الكثير من الموجودين على الشاطئ إلى المغادرة السريعة تحسبًا لتغير مفاجئ في الطقس.

الفيديو:

ظاهرة جوية نادرة برأس الجبل: سحابة جدارية ضخمة ‘Shelf Cloud’ وإنذارات بتقلبات مناخية حادة

خبير مناخي يوضح الظاهرة

في مداخلة له عبر إذاعة “موزاييك أف أم”، قدم المهندس البيئي والمختص في الشأن المناخي، حمدي حشاد، تفسيرًا علميًا للظاهرة. وأوضح حشاد أن هذه السحابة تُعرف باسم “السحابة الجدارية” أو “Shelf Cloud”، وهي نوع من سحب الأركوس (Arcus) التي تتشكل عادة في مقدمة العواصف الرعدية الشديدة.

وأضاف: “ما شاهدناه هو نتيجة مباشرة لتصادم الهواء البارد الهابط من قلب العاصفة الرعدية مع الهواء الدافئ والرطب الصاعد من سطح البحر. هذا التصادم يجبر الهواء الدافئ على الارتفاع والتكثف بسرعة، مشكلاً هذا الجدار السحابي المميز والضخم”. وأكد حشاد أن هذه الظاهرة شوهدت بشكل متزامن تقريبًا على امتداد سواحل بنزرت من الماتلين إلى رفراف، وكذلك على سواحل ولاية المهدية، مما يدل على وجود خلايا رعدية نشطة في مناطق مختلفة.

مؤشر على تقلبات جوية قادمة

شدد الخبير المناخي على أن هذه السحابة ليست مجرد مشهد بصري، بل هي بمثابة “إنذار طبيعي” ينبئ بقدوم تغيرات جوية حادة ومفاجئة. وفعلاً، تبع ظهورها في عدة مناطق هبوب رياح قوية وهطول أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد (التبروري) والرعد.

وربط حشاد بين تكرار هذه الظواهر القوية والتغيرات المناخية، قائلاً: “لقد شهدنا هذا الصيف ارتفاعًا قياسيًا في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط، التي وصلت إلى 31 درجة مئوية في بعض الأماكن. هذه الطاقة الحرارية المخزنة في البحر تغذي العواصف وتجعلها أكثر عنفًا”. واعتبر أن هذه المشاهد قد تصبح “الملامح الجديدة المعتادة لفصل الخريف” في تونس، داعيًا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر وفهم هذه الإشارات الطبيعية التي تسبق العواصف الشديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى