موظف يفجر حقائق صادمة عن الأجور والضغوط المهنية

تونس – في سياق الإضراب الأخير الذي نفذه موظفو البنوك التونسية، حاولت قناة “بلا قناع” الاقتراب من المحتجين لنقل صوتهم وراء الشائعات السائدة. وفي لقاء لافت، كشف موظف بنكي تفاصيل دقيقة عن واقع المهنة، نافياً بشدة التصور العام حول الثراء المالي لموظفي القطاع.
الصحفية (بلا قناع): سؤالي البريء هو: أنتم البنكيون، لماذا قمتم بالإضراب؟
الموظف البنكي: أول شيء أريد أن أقوله هو أن الكثيرين يعتقدون أن الموظف البنكي يذهب إلى المنزل وهو يحمل سلة من النقود. هذا خطأ، بل هو يتقاضى راتبه من اليوم 17 في الشهر… راتبه من يوم 17 في الشهر.
الصحفية: لكن الرأي العام يعتبر أن البنكي يتقاضى أجراً مرتفعاً، وهذا ما يجعله في منأى عن بقية الشعب؟
الفيديو:
الموظف البنكي: أؤكد لك وأجزم أن 80% من البنكيين مفلسون (في حالة مادية صعبة/مديونون). الأولاد يدرسون… لا، لا، هناك الكثير من الأشياء لا تعلمونها لأنكم ترون صورة خاطئة عن البنكي.
صورة البنكي المكلفة: الراتب لا يغطي النفقات
الموظف البنكي: البنكي يُطلب منه أن يلبس جيداً، وأن يستعمل عطراً جيداً، ويضحك في وجه الحريف. هل هذه الأشياء مجانية أم بالنقود؟ لكي يلبس جيداً، أنت تعلمين أن أقل سروال كان بـ 70 ديناراً أصبح اليوم 150 ديناراً. القميص كان بـ 60 ديناراً، أصبح أقل قميص بـ 120 ديناراً. الحذاء كان بـ 70 ديناراً، أصبح أقل حذاء بـ 200 ديناراً. هل حسبوا لهم حسابهم؟
الصحفية: بعد إذنك، بين كم وكم يكون راتب الموظف البنكي تقريباً، لكي يفهم المشاهد؟
الموظف البنكي: تقريباً، يبدأ من 1.5 مليون [دينار] حتى 3 ملايين [دينار].
الصحفية: لكن هذا مبلغ محترم مقارنة بالرواتب الأخرى.
الموظف البنكي: هذا [الراتب] يذهب كله في القروض. ليس هناك بنكي لا يأخذ قرضاً. يحب أن يبني منزلاً، يحب أن يشتري سيارة… هذا طموح مشروع مثل سائر التونسيين.
ضغط العمل يودي إلى الأمراض المزمنة
الموظف البنكي: البنكي يعيش في خطر كبير يومياً. لديك الكاشير (أمين الصندوق)، لديك مدير الفرع، لديك المحاسب… إنهم يعيشون تحت ضغط وخطر كبير. كل ليلة يذهب إلى منزله، هل صندوقه صحيح؟ وهل حسابات الوكالة صحيحة؟ وهل المحاسب حساباته صحيحة؟ يحمد ربه ويشكره.
الموظف البنكي: أغلبية الموظفين دخلوا في أمراض مزمنة، ضغط كبير. أقول لك الحقيقة، أنا شخصياً لدي ما يقارب ثلاثة أمراض مزمنة. تقضي 8 ساعات في مكتبك، تخرج من المنزل في السابعة لكي تصل إلى العمل في الثامنة. تعود في الخامسة، تصل إلى منزلك في السابعة. كم من الوقت يتبقى لك لتمارسي الرياضة أو تقوم بأي شيء؟
التضحية غير المُقدّرة في زمن “كوفيد”
الموظف البنكي: في المقابل، عندما توقفت تونس بأكملها في زمن الكوفيد، كنا نحن الوحيدين الذين بقينا، إلا البنكيين والبريد، خدموا. وقدّمنا تضحيات في المقابل، لدينا زملاء توفوا من كوفيد. لماذا لا يُقال هذا؟
الصحفية: نقطة القروض بدون فائدة التي تفاجأنا بسماعها؟
الموظف البنكي: لا، ليس صحيحاً! نُحاسَب على الفائدة حتى قبل أن ينزل القرض. نُحاسَب على الفائدة قبل أن ينزل القرض. مثل سائر الناس، بل أقل بقليل في نسبة الفائدة. الكل يعيش بالقروض… حتى واحد لا يذهب براتبه كاملاً، حتى واحد.
