أخبار تونساخبار

“منظومة” متكاملة من مسؤولين وأصحاب نفوذ شخصيات هامة تقوم باستغلال نفوذ لافتكاك أرزاق و أراضي و ممتلكات الناس بالقوة وبعقود مدلسة

في حلقة مؤثرة من برنامج “بلا قناع”، كشف المواطن التونسي منير عزوز، القادم من جزيرة قرقنة، عن قصة مظلمة مروعة يدعي أنها بدأت بنزاع عقاري بسيط لتتحول إلى مؤامرة متكاملة شارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى، وتطورت إلى حد محاولة القتل، حسب شهادته الموثقة بالبراهين التي قدمها للبرنامج.

جلس منير عزوز أمام الكاميرا، وهو رجل في منتصف العمر، يروي بصوت مثقل بالأسى والغضب فصول معاناته التي بدأت عند عودته إلى أرض الوطن عام 2005 ليستقر بجانب والديه. وجد والده، الذي توفي لاحقًا، غارقًا في نزاعات قانونية حول ممتلكات ورثها عن أجداده، وهي ممتلكات لا تقتصر على اليابسة فقط، بل تمتد إلى البحر بما يُعرف في قرقنة بـ “الشرفية”، وهي مصائد سمك تقليدية ذات ملكية تاريخية موثقة بعقود تعود إلى مئات السنين.

شبكة من النفوذ والتهديد

بحسب رواية السيد عزوز، لم يكن النزاع مجرد خلاف بين جيران، بل تحول إلى ما وصفه بـ “وفاق كامل” و “تكتل” من شخصيات نافذة استغلت مناصبها للاستيلاء على أملاكه. يقول عزوز: “هناك مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى استغلوا وظيفتهم وجاؤوا ضدي”.

ويضيف أن القضية أخذت منحى خطيرًا بعد وفاة والده، حيث شعر خصومه بأن الطريق أصبح ممهدًا أمامهم. يروي عزوز أنه كان قد حصل على توكيلات من والديه وعمه لإدارة الأملاك، لكن ذلك لم يمنع خصومه من استخدام أساليب الترهيب والتحايل.

الفيديو:

محاولة قـ ـتل واستغلال نفوذ لافتكاك أرزاق الناس بالقوة بعقود مدلسة وأسرار كبرى تورط فيها أصحاب نفوذ؟

 

من القضاء إلى رئاسة الجمهورية.. صرخة لم تُسمع

على الرغم من امتلاكه لكافة الحجج والعقود التي تثبت ملكيته، والتي فاز على أساسها بالعديد من القضايا في مراحلها الابتدائية والاستئنافية والتعقيبية، يؤكد عزوز أن خصومه كانوا يعيدون فتح القضايا ويستخدمون نفوذهم لقلب الأحكام.

وفي محاولة يائسة لاسترداد حقه، طرق عزوز أبواب رئاسة الجمهورية التي وجهته بدورها إلى وزيرة العدل، لكن دون جدوى ملموسة على أرض الواقع.

تصعيد خطير: محاولة قـ ـتـ ـل

الأمر لم يتوقف عند النزاعات القانونية، بل وصل إلى العنف الجسدي المباشر. يروي عزوز بحرقة كيف تعرض لمحاولة قتل، قائلاً: “ضربوني في رأسي… 12 غرزة… كانوا يريدون قتلي”. ويؤكد أن هذا الاعتداء جاء في سياق محاولته استعادة إحدى أراضيه التي تم الاستيلاء عليها.

“خير ما تشد عام وشهرين”

يكشف عزوز عن تهديدات مباشرة تلقاها من محاميه الأول الذي نصحه ببيع أرضه لشخصيات نافذة قائلاً له: “خير لك من أن تُسجن عامًا وشهرين”. وبالفعل، تم تلفيق تهمة تدليس له، ورغم إيقافه، لم تثبت عليه التهمة، ولكنه يشعر أن الهدف كان ترهيبه وإجباره على التنازل عن حقوقه.

مناشدة أخيرة

في ختام حديثه، لخص منير عزوز مطلبه ببساطة: “أنا أطلب حقي… أريد استعادة أرضي”. وأشار إلى أن قضيته ليست حالة فردية، بل إن “جزيرة قرقنة فيها ناس كثر مظلومين ومساكين لا يستطيعون حتى توكيل محامٍ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى