أخبار تونساخبار

هكذا تم إغتيال الباجي بتخطيط من الغنوشي وتنفيد من الشاهد وفشل نفس السيناريو مع رئيس الجمهورية قيس سعيد

تونس – في حلقة نقاشية عاصفة، تحولت قضية “التآمر على أمن الدولة” التي تهز الساحة السياسية التونسية إلى محور مواجهة فكرية حادة، كاشفة عن الصراعات العميقة والخلافات الجذرية التي شكلت المشهد السياسي في البلاد خلال السنوات الماضية، خاصة في علاقة حركة النهضة بنداء تونس والنظام الذي تلى ثورة 2011.

الحوار الذي أداره الإعلامي محمد في برنامج “بلا قناع”، استضاف النائب السابق حسام بونني والمحلل السياسي إيهاب الحاجي، وسرعان ما تحول إلى ساحة لاستعراض قراءات متضاربة حول طبيعة العلاقات السياسية التي أفضت إلى الوضع الحالي.

علاقة “حميمية” في قلب العاصفة

بدأ النقاش بسؤال مباشر من المذيع إلى حسام بونني، بوصفه شخصية مطلعة على كواليس السياسة، عن “العلاقة الحميمية” التي جمعت بين رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، والتي يعتبرها كثيرون أساس التجاذبات التي أدت إلى الأزمة الحالية.

الفيديو:

الصندوق الأسود هكذا تم إغتيال الباجي بتخطيط من الغنوشي وتنفيد من الشاهد وفشل نفس السيناريو مع سعيد

 

 

وُجهت إلى بونني تهمة “المراوغة” عندما حاول في البداية تبني موقف حذر، مؤكداً أن القضية الآن بيد القضاء ولا يمكن إصدار أحكام نهائية. إلا أنه، وتحت ضغط المذيع، قدم تحليلاً جريئاً لما وصفه بـ “الاغتيال السياسي” للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.

“في السياسة، يجب أن تغتال الأب لتصعد،” قال بونني، مستخدماً تعبيراً مجازياً لوصف كيفية قيام منظومة يوسف الشاهد، بالتحالف مع حركة النهضة، بتهميش وإزاحة الباجي قايد السبسي سياسياً. وأضاف: “الباجي قايد السبسي الله يرحمه، تغدر. منظومة يوسف الشاهد غدرته.”

اعترف بونني بأنه كان من المعارضين لمنظومة الشاهد، ليس فقط بسبب هذه العملية، بل لأنه رأى أن الفرصة التي أُتيحت له كشاب لم تُستثمر لخدمة البلاد بالشكل الأمثل.

محاسبة ثورية أم تصفية حسابات؟

على الجانب الآخر، قدم إيهاب الحاجي رؤية أكثر حدة وتصادماً، رافضاً تصنيف المتهمين في قضية التآمر كـ”معارضة سياسية”. وقال بحدة: “عن أي معارضة نتحدث؟ هل الناس التي تستمد شرعيتها من السفارات ومن الأورو والدولار… ومن الارتماء في أحضان الأجنبي يمكن أن نسميهم معارضة؟”

واعتبر الحاجي أن محاسبة هذه الأسماء “الرنانة” ليست مجرد إجراء قضائي “عادي”، بل هي “مطلب ثوري” تأخر كثيراً، مشيراً إلى أن المحاسبة كانت من أهم شعارات ثورة 17 ديسمبر 2011. وأضاف أن تهمة التآمر “إذا لم تركب على هؤلاء، فعلى من ستركب؟”، مؤكداً أن هدفهم الوحيد هو “العودة بالبلاد إلى ما قبل 25 جويلية”.

فشل “الاغتيال السياسي” لقيس سعيد

عندما سأل المذيع عن إمكانية وجود محاولة “لاغتيال سياسي” مشابهة ضد الرئيس الحالي قيس سعيد من قبل نفس الأطراف، بدا بونني أكثر تحفظاً، معتبراً أن “الهدف في تلك المرحلة كان إزاحة الباجي قايد السبسي ومنظومته لإيجاد منظومة جديدة.” وأشار إلى أن ما حدث بعد ذلك، حيث تمت إزاحة الشاهد والغنوشي على حد سواء، هو “موضوع آخر” ينتمي إلى “المنظومة الجديدة” التي تشكلت بعد 25 جويلية 2021.

بهذا، ألمح النقاش إلى أن عملية “الاغتيال السياسي” التي نجحت ضد السبسي قد فشلت في مواجهة قيس سعيد، مما أدى إلى انهيار المنظومة السابقة بأكملها وتقديم رموزها للمحاكمة بتهم ثقيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى