حالات اختناق جديدة في صفوف التلاميذ بإعدادية شط السلام قابس
شهدت مدينة قابس، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر، فصلاً جديداً من فصول مأساة التلوث البيئي، حيث أُصيب عشرات التلاميذ بالمدرسة الإعدادية “شط السلام” بحالات اختناق جديدة جراء تسرب للغاز من المجمع الكيميائي التونسي المجاور. وقد تم نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفيات الجهة لتلقي الإسعافات الأولية، وفق ما أكده مصدر مسؤول بالمندوبية الجهوية للتربية لديوان اف ام.
وأثارت الحادثة حالة من الغضب والاحتقان الشديدين في صفوف الأهالي والتلاميذ، الذين عبروا عن سخطهم من تكرار هذه الحوادث التي باتت تهدد سلامة أبنائهم بشكل مباشر، محملين السلطات والمجمع الكيميائي مسؤولية ما يحدث.
تدخل رئاسي وتعهدات بالحل
يأتي هذا التطور الخطير بعد أيام قليلة فقط من تدخل رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، الذي أسدى يوم السبت الفارط تعليماته لوزيرة الصناعة ووزير البيئة بتوجيه فريق مشترك إلى معمل الحامض الفسفوري بالمجمع لإصلاح الأعطال في أسرع وقت ممكن.
وأكد الرئيس متابعته المستمرة للوضع، مشيراً إلى أنه تم الوقوف على إخلالات جسيمة في عمليات الصيانة والتشغيل، بالإضافة إلى عدم إجراء الاختبارات الفنية المطلوبة على المعدات في مواعيدها المحددة، مما أدى إلى تكرار تسرب الغاز.
نحو استراتيجية شاملة ومحاسبة المقصرين
ولم يكتفِ الرئيس بالحلول الآنية، بل شدّد على ضرورة الإسراع بوضع خطة استراتيجية شاملة لوضع حد نهائي لهذه الكوارث البيئية، داعياً إلى الاستلهام من خطة كان قد أعدها شباب قابس منذ أكثر من عقد.
كما توعّد بمحاسبة كل من يثبت تقصيره، مؤكداً أنه “لا تسامح مع من أخلّ بواجباته”، ومشدداً على أن حقوق أهالي قابس وسائر أنحاء الجمهورية ستُصان بالكامل، محذراً في الوقت ذاته من أي محاولة لتوظيف هذه الأوضاع لأغراض سياسية.
صمت مريب واستفزاز مستمر
على الصعيد المحلي، اعتبر عضو المجلس المحلي بقابس، أحمد قفراش، في تصريح لديوان اف ام، أن مواصلة تشغيل الوحدات الكيميائية في ظل هذه الظروف يعد “استفزازاً لأهالي المنطقة”. واتهم قفراش إدارة المجمع الكيميائي بانتهاج “سياسة الصمت المريب والتهميش” في تعاملها مع الأزمة المتكررة.
وبين التصريحات الرئاسية المشددة التي تعد بالحل والمحاسبة، والغضب الشعبي المتصاعد الذي يغذيه تكرار الحوادث، يبقى الوضع في قابس معلقاً، في انتظار إجراءات فعلية وملموسة على أرض الواقع تضمن سلامة المواطنين وتضع حداً لكابوس التلوث الذي يخيم على المنطقة منذ عقود.
الفيديو:
الفيديو:
الفيديو:
الفيديو:
الصور من صفحة غنوش:
