مبلغ عن الفساد يكشف عن معلومات خطيرة ….

في حلقة صادمة من برنامج “اسمع وشوف”، استضاف الإعلامي محمد البوزيدي كلاً من الناشط السياسي معز بن الحاج منصور وضيفًا آخر تم حجب هويته، والذي فجر قنبلة من العيار الثقيل، كاشفًا عن تفاصيل دقيقة لشبكات فساد ممنهجة وعابرة للحدود، يُزعم أنها تضم رجال أعمال وموظفين كبار وسياسيين، متهمًا إياهم باستنزاف الاقتصاد التونسي عبر آليات احتيال معقدة، وسط تقاعس من أجهزة الدولة.
تفاصيل عمليات النهب الممنهج
قدم الضيفان، كل من جانبه، روايات متكاملة ترسم صورة قاتمة لعمليات نهب منظمة لثروات البلاد، ومن أبرز الآليات التي تم الكشف عنها:
-
تهريب الذهب لاستنزاف الاحتياطي الوطني (رواية معز بن الحاج منصور):
أوضح الخبير معز بن الحاج منصور أن إحدى أخطر عمليات الفساد تمثلت في شراء كميات هائلة من الذهب من السوق التونسية، بما في ذلك “مخزون العائلات”، ثم تهريبه إلى دول مثل تركيا والصين. هناك، يتم استخدام هذا الذهب لشراء بضائع يتم استيرادها لاحقًا إلى تونس، مما يسمح للمتورطين بتبييض الأموال وتجنب القنوات المالية الرسمية، وفي الوقت نفسه، إفراغ رصيد الدولة ومخزون الأفراد من المعدن النفيس. وأكد أن هذه العمليات تتم عبر شبكات منظمة تستغل الموانئ البحرية والجوية. -
من عامل بسيط إلى إمبراطور مالي (شهادة الضيف المجهول):
عندما طلب منه الإعلامي محمد البوزيدي الكشف عن بعض ملفات الفساد التي بحوزته، روى الضيف المجهول قصة شخص كان يعمل “فرملي” (عامل بسيط)، وأصبح اليوم يمتلك إمبراطورية مالية تشمل فندقًا من فئة الخمس نجوم، وعقارات ومباني في أرقى أحياء باريس، بما في ذلك منطقة “المثلث الذهبي”.
كما كشف عن آلية احتيال أخرى تتمثل في قيام شركات تونسية بشراء بضائع (مثل الأعلاف أو زيت الزيتون) من شركات أخرى يملكها أصحابها أنفسهم في أوروبا بأسعار مضخمة. ثم يتم الإدعاء بأن البضاعة “تالفة” للتهرب من دفع المستحقات للدولة، بينما يتم بيعها في السوق لاحقًا. وأضاف: “الفاتورة لم تُسدد… ثم يقولون لك لماذا وصل سعر العلوش إلى مليون ونصف!”.
الفيديو:
تواطؤ مؤسسي وغياب المحاسبة
كانت النبرة الأكثر إثارة للقلق في الحوار هي اتهام أجهزة الدولة بالتقاعس. حيث أكد معز بن الحاج منصور أن هذه الملفات بتفاصيلها معروفة لدى القطب القضائي المالي، والنيابة العمومية، والبنك المركزي، ولجنة التحاليل المالية، وحتى لجنة الصلح الجزائي، ورغم ذلك، لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة.
من جانبه، ذكر الضيف المجهول أنه تعرض للتنكيل، حيث تم التحقيق معه بتهمة “التدخل في شؤون الفساد” بعد أن حاول إيصال هذه الملفات إلى أعلى مستويات السلطة، لكن دون جدوى. وأضاف بمرارة: “لقد نكلوا بي… الدولة نكلت بي… طردت من المستشفى وأنا أعاني من جلطة لأنني لا أملك بطاقة علاج”.
دعوة عاجلة للتحرك
في ختام الحلقة، وجه معز بن الحاج منصور نداءً مباشرًا إلى رئيس الجمهورية ووزيرة المالية، لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة. وأشار إلى أن تأخير تجميد أموال المتورطين في قضايا كبرى، مثل قضية المضاربة في البورصة، يثير تساؤلات جدية حول إرادة الدولة في محاربة الفساد بشكل فعلي.