أخبار تونساخبار

كواليس محاكمة قضية التآمر 2 ماذا حدث في الجلسة الأخيرة ؟ ولماذا انسحب محامو الغنوشي

تونس العاصمة – في ليلة حبست فيها الأنفاس أمام مجمع المحاكم التونسي، وتحت أضواء المباني القضائية التي اخترقت عتمة الليل، أُسدل الستار مؤقتاً على أحدث فصول القضية التي وصفت بـ”قضية القرن في تونس”، قضية التآمر على أمن الدولة. بعد جلسات متتالية ولساعات طوال، ومع ترقب شديد من الرأي العام، قررت الدائرة الجالسة تأجيل النطق بالحكم إلى يوم الثلاثاء المقبل، لتُبقي البلاد في حالة انتظار قصوى.

ومن قلب الحدث، كنت متواجداً عبر برنامج “بلا قناع” لرصد الأجواء المشحونة والمتابعة الدقيقة لتطورات القضية، حيث افتتحت تغطيتي قائلاً:

“مرحبا بكم في متابعة جديدة لقضية القرن في تونس، التآمر على أمن الدولة، وبعد جلسات متتالية ولساعات طوال، اليوم الجلسة بعد مرافاعات المحامين والاستماع إليهم من قبل الدائرة الجالسة، تأجيل النطق بالحكم إلى الثلاثاء المقبل، لأنه العدد كبير متاع المتهمين، ولأنه مظروفات القضية طويلة وعريضة بالمستندات والأحكام باش نسمعوا بها بالأسبوع القادم. لكن اليوم باش نحاولوا نسمعوا شوية المحامين، ليلى الحداد. قضية التآمر على أمن الدولة، قضية من الوزن الثقيل، قضية فيها برشا كلام وبرشا ما تسمع وبرشا ما تطلع. قلنا في الجلسات الفارطة فما أسرار، فما حكايات، فما صدمة من المتابعين للأخبار. اليوم أش فما جديد؟”

وفي تصريح حصري، كانت المحامية ليلى الحداد، المعروفة بدفاعها في ملفات كبرى، هي الوحيدة من هيئات الدفاع التي قبلت بالحديث أمام الكاميرا، حيث كشفت عن تفاصيل دقيقة حول مجريات الجلسة وموقف فريق دفاعها.

الفيديو :

ورداً على سؤالي، قالت المحامية الحداد:

“اليوم طبعاً هيئة الدفاع على ريان الحمزاوي قامت بواجبها لمدة خمس ساعات متتالية من الدفاع على ريان الحمزاوي، طبعاً طبقاً لما هو موجود في الملف. ثبت اللي موجود في الملف أنه عنده مكالمة يتيمة ريان الحمزاوي كانت في نوفمبر 2019 لما تقلدت السيدة نادية عكاشة مستشارة لرئيس الجمهورية بعد الانتخابات أكتوبر 2019. هذه المكالمة اللي أكد فيها ريان الحمزاوي كانت لمجرد تعبير عن شكره وكذلك تعبير على أن هذه بنت منطقة الزهراء أنها باش تكون معناها من الداعمين باعتبارها في سدة الحكم بأنها تكون داعمة لبلدية الزهراء. هذه المكالمة اليتيمة ومنذ ذلك الحين لم تكن هناك أي اتصالات. الحقيقة احنا حاولنا كهيئة دفاع إن نبينوا للمحكمة من خلال الملفات، الملفات الموجودة أن الملف متآمر على ريان الحمزاوي وليس ريان الحمزاوي متآمر على أمن الدولة.”

وفي سؤال استقصائي، واجهتُ المحامية بالقول: “خليني نركز في كلامك إنتِ، من بين الجمل اللي سمعتها قلتِ ريان ما دخله بالعصابة، يعني فما عصابة، فما حكاية كبيرة في وسط القضية متاع التآمر وفما تآمر على الدولة وفما أسرار. وأنت نعرفك تدافع على الشهيدين شكري بلعيد والإبراهمي، فما برشا كلام يتقال على أقذر العمليات الإرهابية اللي صارت في تونس على أقذر المخططات اللي صارت على بلادنا.”

أجابت المحامية الحداد بتفصيل أوسع:

“هو الحقيقة الملف التآمر على أمن الدولة اثنين هذا، جاء مساغته الجغرافية والوقائع متاعه من 2012 إلى حدود 2021. معناها مر على ملف التصفير، مر على ملف شكري الشهيد شكري بلعيد، مر على ملف الشهيد الإبراهمي، مر على ملف الجهاز السري والتقاطعات بين الأمنيين ومعناها حركة النهضة في تلك الفترة. وهذا معناها اللي يخلق نوع من التساؤلات، كيف يمكن اليوم للدائرة أن تحدد الوقائع، أين التآمر على أمن الدولة بعد ما أن نعتبروا أن احنا أجل الملفات هذيا هي كانت في القضاء وتم الحكم فيها. إذن الإشكال القانوني لهنا نبحثوا على التآمر في ظل حركة النهضة مع علاقتها في الأمنيين في وزارة الداخلية أثناء حكمها، وعلاقة ريان الحمزاوي اللي ما عندوش حتى علاقة سوى أن الواشي هذا أكد على أنه هو عنده علاقة مع السيدة نادية عكاشة ونادية عكاشة تعطي في معلومات لريان الحمزاوي اللي هي لا تستقيم لا من الواقع التاريخي على أساس أن نعرفوا احنا الدولة عندها أجهزة كاملة معناها استخباراتية، والأجهزة العسكرية لا يمكن لحاجات معناها تمس الأمن القومي أو الأمن العام أنها ممكن أن يتم تسريبها. هذا معناها…”

وفي خضم الحوار، أشرتُ إلى نقطة جوهرية تتعلق بموقف بقية المتهمين، قائلاً: “سامحني، لك الحق في الدفاع على موكلك، هذا أمر طبيعي، لكن لما تكون الوقائع ممتدة زمنياً على عشرية الخراب وما بعدها، والمتهمين هما بيدهم، يعني من يشرفون على العمليات القذرة اللي كنت نحكي عليها، تتواتر الأسماء متاعهم، لهنا نقطة الاستفهام، وأيضاً حق الشعب في معرفة ما حدث ومن المسؤول على الجرائم اللي وقعت في حق تونس.”

وتابعت المحامية الحداد كاشفة المزيد من الكواليس:

“طبعاً القضاء سيبت في ذلك من خلال ما هو موجود في الملف إن ثبت معناها الإدانة ضد المجموعة هذه اللي أكثرها الحقيقة نحب نبين لك زادا أن أغلبهم لم يكونوا حاضرين معناها، سواء قيادات… فما الفارين ولكن فما اللي موجودين مودعين في السجن ورفضوا المثول ومعرفة والدفاع عن أنفسهم، بالتالي الملف هذايا أنا نعتبره للحقيقة منقوص جداً، للأمانة، خاطر احنا اليوم… منقوص من السماعات متاع بقية المتهمين، من المكافحات القانونية…”

وفيما يتعلق بموقف المتهمين من المثول أمام المحكمة، أوضحتُ أن ريان الحمزاوي قد امتثل للقانون، على عكس آخرين، لترد المحامية:

“طبعاً هما عندهم محاميهم، انسحبوا للأمانة، ما فماش هنا مرافعات إلا في حق الزويري وحق كذلك معناها ريان الحمزاوي، يعني البعض من أسماء عديدة وعديدة أكثر من 21 متهم، بالتالي الملف أنا نعتبره في غياب الكثير من المتهمين سواء كانوا الفارين أو سواء كانوا المودعين والذين عبروا عن رفضهم للمثول أمام المحكمة. لكن احنا كهيئة دفاع خليني نحكي على الأقل احنا كمحامي ريان الحمزاوي، احنا نعتبروا منوبنا بريء، نعتبروا أن تم حشر اسمه حشراً، نعتبر أن رواية الواشي لا يمكن معناها الأخذ بها أمام برشا قرائن موجودة. دافعنا عليه وامتثلنا وحاولنا نكونوا… صحيح، تأجل إعذار المتهمين يوم الثلاثاء وسيصدر الحكم في قضية التآمر اثنين يوم الثلاثاء وإن شاء الله ربي ينصف المنوب متاعنا اللي تنتظر فيه مش كان الزهراء بركا، تونس كاملة باعتبار أن الشاب ريان الحمزاوي أصبح يعني نقطة ضوء للعديد من الشباب اللي هو يعتبر أن القضاء لازم ينصفه.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى