جواســيــس وخونــــة وعمـــلاء في مواقع حساسة للدولة التونسية..

في كشف مثير هز الرأي العام، تتالت الاعترافات في قضية “التآمر على أمن الدولة”، حيث أماطت جلسة محاكمة اللثام عن حقائق وصفت بأنها “صادمة” و”كارثية”، وتتعلق بمسؤولين كبار في الدولة يُشتبه في أنهم كانوا “جواسيس من العيار الثقيل لفائدة أجهزة استخباراتية أجنبية”.
افتتحت الصحفية حذامي النقاش بالإشارة إلى وثيقة وصفتها بأنها “سرية للغاية”، والتي كانت محور المواجهة داخل قاعة المحكمة. وقالت: “عندما سأل القاضي محرز الزويري حول علاقته بنادية عكاشة أو أنه يعرفها، نفى البتة معرفته بنادية عكاشة، وقال: ‘نعرفها كيما الناس الكل من التلفزة’. قالوا رئيس المحكمة وجبدلوا الوثيقة من قدامه، قالوا: ‘مالا الوثيقة هذه اللي هي سرية جدا واللي بعثتها نادية عكاشة… سري مطلق هي استخباراتية’“.
وأضافتحذامي أن هذه الوثيقة لم تكن مجرد مراسلة عادية، بل كانت “مبعوثة من نادية عكاشة إلى مخابرات دولة عربية أجنبية، ووُجدت مسجلة على هاتف محرز الزويري، مدير عام سابق للمصالح المختصة. وهنا كان السؤال الكبير”.
الفيديو:
جواسيس وخونة وعملاء في مواقع حساسة للدولة التونسية .. إعترافات تهز المحكمة في قضية التآمر
مسؤولون برتبة خونة.. الصدمة في المحكمة
أمام هذه المعطيات، طرح الإعلامي محمد البوزيدي السؤال المركزي الذي لخص خطورة الموقف: “هل في تونس كانوا عنا مسؤولين كبار أم جواسيس من العيار الثقيل؟”. وتابع بوغلاب بنبرة حادة: “لما نتحدث على مسؤولين كبار في الدولة برتبة خونة… لما نتحدث على مسؤولين في الصف الأول للدولة، يحطوا أنفسهم على ذمة أجهزة استخباراتية أجنبية. وهنا الكارثة، وهنا الصدمة في المحكمة”.
العبيدي في دائرة الاتهام: من اغتيال بلعيد إلى استقبال القرضاوي
لم تتوقف الاكتشافات عند هذا الحد، بل اتسعت دائرة الاتهامات لتشمل شخصيات أمنية بارزة مثل عبد الكريم العبيدي. حيث نقلت الصحفية حذامي العريبي تفاصيل استجواب القاضي للعبيدي، والتي كانت أشبه بفتح ملفات الماضي المظلمة:
“تساءل القاضي عن سر تواجد عبد الكريم العبيدي… قال له: ‘شنو حكايتك أنت كي تصير حاجة كبيرة في البلاد أو باش تصير حاجة كبيرة في البلاد أنت نلقاوك موجود؟’. قال له كنت موجود في دفينة متاع شكري بالعيد رحمه الله، علاش موجود؟ قال له موجود في جامع الفتح، علاش موجود في اليوم هذاك بالذات اللي تم تهريب فيه أبو عياض؟ قال له كنت متواجدا بالقرب من منزل رواد الذي كان القضقاضي الإرهابي متحصنا فيه… قال له شتعمل غادي؟”.
ولم يكتف القاضي بذلك، بل واجهه بدوره في استقبال يوسف القرضاوي: “شنوة تعمل في قاعة التشريفات في المطار؟ المنصب بتاعك كرئيس فرقة حماية الطائرات لا يخول لك الدخول لقاعة التشريفات، علاش دخلت؟ ولقيناك حتى متصور”. وأظهر له القاضي صورة وهو “متصور مع قيادات لحزب حركة النهضة وتستقبل في القرضاوي”.
كما كشفت الجلسة عن اتهام العبيدي للأزهر لونغو بطلب التدخل لصالح “قيس مشيدة ومحمد علي الدعاسي”، وهما عنصران متورطان في اغتيال الشهيد محمد البراهمي.
الجهاز السري.. تسريب الوثائق والسلاح المفقود
أثار المحلل السياسي بدوره قضية تسرب وثيقة استخباراتية في شهر ماي 2021، أي قبل شهرين من إجراءات 25 جويلية، والتي أكدت الأيام مصداقيتها العالية. وقال: “نتذكر جيدا أنه قبل 25 جويلية، خلال شهر ماي 2021، تسربت وثيقة في كل الفضاء الافتراضي… وفي تلك الفترة، وصلتني معلومة أن راشد الغنوشي طلب من عائلته أن ترحل من تونس على عجل بعد تسرب هذه الوثيقة. بعد شهرين، اكتشفنا أن هذه الوثيقة تتمتع بمصداقية عالية جدا”.
وعلق ضيف آخر على وجود جهاز مسلح قائلاً: “راهو ما نساوش، الفريق اللي فيه 20 ولا 30 واحد اللي كل يوم تجي الكاميونة من قدام الداخلية من تالي وتهز المجموعة هذيك تدرب… يدربوا فيهم على السلاح، ويدربوا فيهم ناس جابوهم، منهم فلسطينيين”.
لتلخص الصحفية حذامي ما قاله القاضي عن هذا الجهاز: “قال إن فما مجموعة من الأمنيين يعتبرون في ذلك الوقت من ضمن الأمن الموازي لأنهم ليسوا من أعوان وزارة الداخلية، وتساءل عن كيفية انتدابهم ونوعية التدريبات اللي تلقاوها”.