بعد تسريب وثائق لتخطيط اغتـ ـيال رئيس الجمهورية اليوم الأمن يلقي القبض على عنصر خطـ،ـير يخطط لتصفية الرئيس؟

تونس – تشهد الساحة السياسية التونسية حالة من التوتر المتصاعد بعد تداول تقرير مصور يتضمن وثائق مسربة، يُزعم أنها تكشف عن مخطط يستهدف حياة الرئيس قيس سعيد، وتُنسب هذه الوثائق بشكل مباشر إلى حركة النهضة. التقرير، الذي انتشر تحت عنوان “بلا قناع” وقدمه الإعلامي محمد البوزيدي، استعرض وثائق قيل إنها “محجوزة” من مقر الحركة ومنزل رئيسها راشد الغنوشي، مما أثار جدلاً واسعاً حول الأمن القومي للبلاد ومستقبل المسار السياسي الذي انطلق في 25 يوليو 2021.
الوثائق، التي عُرضت مقتطفات منها، تضمنت خططاً استراتيجية مفصلة لإحداث تغيير في المشهد السياسي عبر وسائل غير ديمقراطية. وبحسب التقرير، ترتكز الخطة المزعومة على “توظيف السلفيين” وتحريك الشارع عبر استغلال “الفئات المهمشة والعاطلين عن العمل”، بهدف الإطاحة بالنظام الحالي.
إلا أن النقطة الأكثر إثارة للقلق والتي تم تسليط الضوء عليها في الوثائق هي عبارة وردت بخط اليد تقول: “ستستمر ما دام الرئيس حياً، كما هو مبين أسفل هذا”. وقد تم تفسير هذه الجملة على أنها تهديد مباشر وواضح لحياة الرئيس سعيد، وأن أي تغيير جذري في السلطة مرهون بتصفيته.
“…أيضًا اليوم وأنا أتكلم هنالك أخبار على أنه هنالك مخطط لاغتيال رئيس الجمهورية وقع التفطن إليه في إحدى الولايات الكبرى بالجنوب التونسي…”
شاهد الفيديو:
تحليل سياسي وتحذيرات من العنف
في مقابلة تضمنها التقرير، علّق النائب السابق والمحلل السياسي بدر الدين القمودي على خطورة هذه التسريبات، معتبراً أنها “تتجاوز شخص رئيس الجمهورية لتستهدف السلم الأهلي واستقرار الدولة”. وأضاف القمودي أن هذه المزاعم، إن صحت، تتسق مع سلوك سياسي سابق، مذكّراً بتصريحات سابقة لقيادات في النهضة حول “ضمان ولاء” المؤسستين الأمنية والعسكرية، وقضايا الاغتيالات السياسية التي هزت البلاد عام 2013، وملف “الغرفة السوداء” في وزارة الداخلية.
وأكد القمودي أن “هؤلاء يؤمنون بالعنف ولا يؤمنون بالديمقراطية، سواء كانوا في السلطة أو خارجها”، مشدداً على أن السبيل الوحيد للتداول على السلطة هو الانتخابات.
شاهد الفيديو الكامل للتقرير الذي أثار الجدل:
بعد تسريب وثائق تكشف عن سيناريو لاغتـ،ـيال سعيد_اليوم الأمن يقبض على عنصرخطـ،ـير يخطط لتصفية الرئيس؟
سياق من التهديدات المتكررة وغياب الرواية الرسمية
تأتي هذه التسريبات لتضاف إلى سلسلة من الحوادث التي أثارت قلقاً حول سلامة رئيس الجمهورية في السنوات الأخيرة. فمن قضية “الطرد المسموم” التي أُعلن عنها في بداية عام 2021، إلى الأخبار غير المؤكدة عن إحباط مخطط لاستهداف الطائرة الرئاسية بصاروخ في جزيرة جربة، وصولاً إلى الإعلان الأخير عن تفكيك خلية في إحدى المدن الكبرى بالجنوب كانت تخطط لاغتياله.
ورغم تكرار هذه التهديدات، إلا أن غياب رواية رسمية مفصلة من السلطات الأمنية أو القضائية لتأكيدها أو نفيها بشكل قاطع، قد ترك الباب مفتوحاً أمام الشائعات وزاد من حالة القلق العام.
دعوات للتحقيق والشفافية
في ختام تقريره، شدد الإعلامي محمد البوزيدي على أن الرئيس قيس سعيد “وصل إلى قرطاج بالصندوق ويغادره بالصندوق”، مؤكداً أن الشرعية الانتخابية هي المسار الوحيد لتغيير السلطة.
ومع تزايد خطورة هذه الاتهامات، تتجه الأنظار الآن إلى المؤسستين القضائية والأمنية. فالشارع التونسي ينتظر تحقيقاً شفافاً وجدياً للتحقق من صحة هذه الوثائق، والكشف عن الأطراف المتورطة، وتقديم إجابات واضحة حول حقيقة التهديدات التي تحوم حول رأس الدولة، في قضية لا تمس أمن الرئيس فحسب، بل الأمن القومي التونسي برمته.