من اجل إسقاط رئيس الجمهورية قيس سعيد و تفكيك الدولة وادخالها في فـوضى… سياسيين يتحالفون مع شبكة دولية في تجارة المخدرات….

تونس العاصمة – في ضربة أمنية هي الأضخم في تاريخها، تمكنت وحدات الحرس الوطني التونسي من تفكيك شبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات، وحجز كمية قياسية بلغت قرابة مليون ومائتي ألف (1,200,000) قرص من مخدر الإكستازي، بقيمة مالية تقديرية تتجاوز 40 مليار مليم تونسي (حوالي 13 مليون دولار أمريكي).
العملية التي وُصفت بالنوعية، جاءت لتكشف عن حرب خفية تُشن على المجتمع التونسي، تستهدف بشكل مباشر فئاته الشابة، وتؤكد على وجود ترابط وثيق بين الجريمة المنظمة وخطر الإرهاب الذي حاربته تونس لسنوات.
تفاصيل العملية: أربعة أشهر من المتابعة
الفيديو :
خطـ ـير جدا_من أجل اسقاط قيس سعيد تحالف بين مافيا المخدراات وسياسيين لتفكيك الدولة وادخالها في فـوضى
في مؤتمر صحفي بمقر الإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة، كشف الناطق الرسمي، العميد حسام الدين الجبابلي، أن هذه العملية النوعية جاءت نتيجة عمل استخباراتي وميداني دقيق استمر لأربعة أشهر. وأوضح أن التحقيقات انطلقت من إحدى معتمديات ولاية نابل، لتكشف عن شبكة واسعة تضم عناصر تونسية وأخرى أجنبية.
وقال العميد الجبابلي: “هذه أكبر عملية حجز لأقراص الإكستازي في تاريخ تونس، ومن بين الأكبر على المستوى العالمي. هذه السموم كانت موجهة لتُروّج في صفوف شبابنا وتلاميذنا، بهدف تدمير جيل بأكمله”. وأضاف أن التحقيقات لا تزال متواصلة للإطاحة ببقية أفراد الشبكة، مشيراً إلى أن القضية تشمل تهماً تتعلق بتوريد وترويج المخدرات، وتكوين وفاق إجرامي، وغسيل الأموال.
حرب شاملة: المخدرات وقود الإرهاب
لم تقتصر تصريحات السلطات الأمنية على الجانب الجنائي فقط، بل ربطت بشكل مباشر بين هذه الآفة والحرب على الإرهاب. وأكد العميد الجبابلي أن “التهريب والإرهاب والمخدرات كلها حلقة مرتبطة ببعضها البعض”، مستشهداً بالعثور على مواد مخدرة في أوكار الجماعات الإرهابية التي تمت مداهمتها في الجبال التونسية سابقاً.
هذا الطرح يعزز المخاوف من أن شبكات المخدرات لا تسعى فقط إلى تحقيق أرباح مالية، بل تعمل أيضاً كذراع لتمويل الأنشطة الإرهابية وزعزعة استقرار البلاد.
“بلا قناع”: استهداف ممنهج للدولة
في سياق متصل، سلط برنامج “بلا قناع” الضوء على الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذه القضية، واصفاً ما يحدث بأنه “حرب حقيقية” تُشن على تونس. وأشار مقدم البرنامج، الإعلامي محمد البوزيدي، إلى أن هذه الشبكات قد تكون مدعومة من “مافيا سياسية وأذرع إجرامية” هدفها إغراق البلاد في الفوضى وتغييب وعي الشباب.
وأضاف البوزيدي أن حجم الكميات المحجوزة، ليس فقط في هذه العملية بل في عمليات سابقة شملت الكوكايين والزطلة، يثير تساؤلات جدية حول الجهات التي تسهل دخول هذه السموم عبر الحدود، وما إذا كانت هناك أجندات خارجية وداخلية تسعى لضرب استقرار الدولة التونسية.
دعوة لليقظة الوطنية
أمام هول الكميات المحجوزة وخطورة الشبكة المفككة، وجهت السلطات الأمنية والمراقبون دعوة ملحة إلى ضرورة تكاتف الجهود. وشدد العميد الجبابلي على أهمية دور العائلة التونسية في مراقبة أبنائها، داعياً المواطنين إلى “الثقة في المؤسسات الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة”.
فيما أكد برنامج “بلا قناع” أن هذه المعركة هي مسؤولية وطنية تتطلب التفاف التونسيين حول مؤسسات دولتهم، الأمنية والعسكرية، التي تقف اليوم كخط دفاع أخير لحماية مستقبل البلاد من مخططات التدمير الممنهج.