في زيارة فجئية رئيس الجمهورية قيس سعيد يوجّه رسائل قوية للخارج و يتوعد هؤلاء بالمحاسبة …

تونس العاصمة – في خطوة ميدانية لافتة، قام الرئيس التونسي قيس سعيّد بزيارة ليلية مفاجئة إلى ساحة برشلونة وسط العاصمة، حيث تفقد مشروع تهيئتها الجديد الذي أشرف عليه الجيش الوطني. ووسط استقبال شعبي حافل، وجه الرئيس رسائل سياسية قوية، مؤكداً أن “معركة التحرير الوطني” مستمرة لتطهير البلاد من الفساد والمؤامرات.
استقبال شعبي حافل في قلب العاصمة
في مشهد يعكس قرب الرئيس من الشارع التونسي، تجول الرئيس سعيّد في أرجاء الساحة التي اكتست حلة جديدة بفضل النوافير المضيئة والمساحات الخضراء. وقد تجمهر حوله عدد كبير من المواطنين الذين عبروا عن دعمهم له، وحرص الرئيس على التفاعل المباشر معهم، والاستماع إلى مشاغلهم، خاصة بعض المواطنات اللاتي عبرن عن مشاكلهن له بشكل مباشر.
“معركة التحرير متواصلة”.. رسائل سياسية حاسمة
أثناء لقائه بوسائل الإعلام، لم تخلُ كلمات الرئيس من رسائل سياسية واضحة، حيث أكد أن المعركة ضد من وصفهم بـ”المتآمرين” لم تنتهِ بعد. وصرح قائلاً: “معركة التحرير متواصلة، وسنحرر تونس من كل من يريد أن يتآمر عليها. يتآمرون، ولكن يعلمون جيدًا أن الشعب واعي جدًا بهذه المؤامرات التي تحاك ضده وسيحبطون كل المؤامرات.”
ودعا الرئيس إلى الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات، مضيفًا: “اليوم علينا أن نكون جبهة واحدة في ظل من أجرموا في حق تونس، في ظل من سلبوا أموال الشعب التونسي.” وأشار إلى أن الساحة كانت في السابق “مرتعًا للخراب”، لكنها اليوم أصبحت رمزًا للإنجاز الذي يقف خلفه الجيش الوطني.
آلفيديو:
قيس سعيد ينزل للساحة برشلونة ويوجه رسائل قوية للداخل والخارج..حوار حصري مع البوزيدي
تحذير للوبيات وتعهد بتلبية حقوق الشعب
وجه الرئيس سعيّد تحذيرًا شديد اللهجة لمن وصفهم بـ “اللوبيات” المتغلغلة داخل مؤسسات الدولة، والتي تعمل لخدمة مصالحها الخاصة بدلاً من خدمة المواطن. وقال بلهجة حازمة: “للأسف، هي امتداد لعدد من اللوبيات، وعليهم أن يستعدوا لحزم حقائبهم للمغادرة.”
وفي سياق متصل، شدد الرئيس على أن تلبية المطالب الأساسية للشعب هي من صميم حقوق الإنسان التي لا يمكن التنازل عنها. وأوضح: “كل مطالب الشعب التونسي، لأنها من حقوق الإنسان الطبيعية، بالنسبة للصحة، بالنسبة للنقل، بالنسبة للتعليم، بالنسبة للضمان الاجتماعي، بالنسبة للسكن، هذه من حقوق الإنسان.”
سخرية من اتهامات “الدكتاتورية” وتعهد بتاريخ جديد
في ختام حديثه، رد الرئيس سعيّد بسخرية على الاتهامات الموجهة له بإرساء نظام دكتاتوري، قائلاً: “يتحدثون في شارع بورقيبة عن الدكتاتورية وهم تحت حماية الأمن التونسي! إلى هذه الدرجة من البلاهة أو يستبلهون الناس!”
واختتم الرئيس زيارته بالتأكيد على عزمه على “صناعة تاريخ جديد لتونس”، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى ثورة تشريعية تتبعها ثورة إدارية وثقافية لقطع الطريق نهائيًا على الفاسدين، قبل أن يغادر المكان وسط هتافات وتصفيق المواطنين.