الاعتداء على عون بلدية بساحة منجي بالي من اجل إلقاء الفضلات

تونس العاصمة – في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، تعرض عون بلدية مساء أمس لاعتداء جسدي عنيف أثناء تأدية مهامه في ساحة منجي بالي بالعاصمة تونس. الواقعة، التي تم توثيقها في مقطع فيديو، لم تكشف فقط عن عنف غير مبرر، بل فتحت أيضًا نقاشًا جادًا حول غياب الحماية الكافية للموظفين العموميين الذين يعملون في الخطوط الأمامية للحفاظ على النظام والنظافة العامة.
تفاصيل الحادثة: من محاولة فرض النظام إلى عنف مفرط
وفقًا للشهادة المسموعة في الفيديو المتداول، بدأت الأحداث عندما لاحظ عون البلدية قيام مجموعة من الأفراد بإلقاء النفايات في الساحة، وهو ما يتعارض مع اللوائح البلدية وجهود الحفاظ على جمالية المكان. وبدافع من واجبه المهني، توجه إليهم طالبًا منهم الكف عن هذا السلوك واحترام الفضاء العام.
إلا أن تدخله السلمي قوبل برد فعل عدائي وعنيف. وبحسب رواية مصور الفيديو، قامت المجموعة بالتهجم على العون وضربه بشكل مبرح، مما أدى إلى سقوطه على الأرض وفقدانه القدرة على الحركة. وعلق الشاهد بغضب: “رجل يخدم على روحه… قال لهم كيفاش تمسخوا في القاعة… فضربوه”.
الفيديو:
استجابة سريعة للسلطات وتفاعل شعبي
أظهر مقطع الفيديو اللحظات التي تلت الاعتداء، حيث تجمهر عدد من المواطنين حول العون المصاب بينما وصلت فرق الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية له. كما لوحظ وجود دوريات أمنية في المكان لمباشرة التحقيق في ملابسات الحادثة والبحث عن المعتدين.
المشهد الذي وثقه الفيديو يعكس حالة من الصدمة والغضب بين الحاضرين، حيث تحول مكان عام مخصص للراحة والترفيه إلى مسرح لحادثة عنف مؤسفة تستهدف شخصًا كان يقوم بواجبه.
دعوات لحماية الموظفين العموميين
لم تقتصر رسالة الفيديو على توثيق الحادثة، بل حملت نداءً صريحًا ومباشرًا إلى السلطات المعنية، وتحديدًا بلدية تونس. حيث شدد مصور المقطع على ضرورة توفير حماية فعالة للموظفين الميدانيين، قائلاً: “نداء إلى بلدية تونس، لازمك تقف على خدامتك وتحمي خدامتك. مش معقول في ساحة منجي بالي في نصاف الليالي مسيبين وحدهم”.
تؤكد هذه الدعوة على أن أعوان البلدية وغيرهم من الموظفين الميدانيين غالبًا ما يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع سلوكيات خارجة عن القانون دون أن تتوفر لهم الحماية الكافية، مما يجعلهم عرضة لمخاطر جسدية ونفسية كبيرة.
قضية رأي عام تتجاوز الحادثة الفردية
تتجاوز هذه الحادثة كونها مجرد اعتداء فردي لتصبح قضية رأي عام تسلط الضوء على تراجع قيم المواطنة واحترام القانون لدى البعض. إن الاعتداء على موظف عمومي أثناء تأدية واجبه هو اعتداء على هيبة الدولة وعلى النظام العام ككل.