قضية فساد تهز تونس: إيقاف والد فاضل عبد الكافي ومديرة سابقة لصندوق الودائع والأمانات

تونس – كشف مصدر أمني رفيع، اليوم الخميس، عن إيقاف السلطات التونسية لشخصيتين بارزتين في إطار تحقيقات تتعلق بقضية فساد وتضارب مصالح كبرى مرتبطة بصندوق الودائع والأمانات.
ووفقاً للمصدر الذي تحدث لـ”إرم نيوز”، شملت الإيقافات كلاً من رجل الأعمال أحمد عبد الكافي، والد السياسي ووزير المالية الأسبق فاضل عبد الكافي، والسيدة بثينة بن يغلان، المديرة العامة السابقة لصندوق الودائع والأمانات. وأكد المصدر أن فاضل عبد الكافي، رئيس حزب “آفاق تونس” السابق، “لا يزال في حالة فرار، ولم يتم بعد تحديد مكان إقامته الحالية”.
وفي سياق متصل، أشار المحلل والناشط السياسي رياض جراد إلى أن القضية تتعلق بـ”تضارب مصالح” في ملف كلّف الدولة خسائر مالية كبيرة، قُدّرت بحوالي 70 مليار دينار تونسي.
من هو فاضل عبد الكافي؟
يأتي هذا التطور في وقت يحيط الغموض بمصير فاضل عبد الكافي، الذي شغل مناصب حكومية رفيعة، حيث تولى حقيبة وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، ووزير المالية بالنيابة في حكومة يوسف الشاهد عام 2017.
ولعبد الكافي تاريخ سابق مع القضاء، حيث استقال من منصبيه الوزاريين آنذاك على خلفية قضية رفعتها ضده الديوانة التونسية (الجمارك)، صدر فيها حكم غيابي بسجنه بتهم تتعلق بتضارب المصالح. إلا أنه استأنف الحكم لاحقاً، وفي عام 2019، أسقط القضاء جميع التهم الموجهة إليه في تلك القضية.

على الصعيد السياسي، انتُخب عبد الكافي رئيساً لحزب “آفاق تونس” في ديسمبر 2020 خلفاً لياسين إبراهيم، قبل أن يعلن استقالته من رئاسة الحزب في أكتوبر 2023.
صندوق الودائع والأمانات في قلب العاصفة
يُذكر أن صندوق الودائع والأمانات، الذي تأسس عام 2011 ويخضع لإشراف وزارة المالية، يلعب دوراً محورياً في دعم سياسات الدولة التنموية وتعزيز استقرار السوق المالية في البلاد، مما يجعل أي شبهات فساد تحوم حوله قضية رأي عام بامتياز.
وقد أثارت القضية تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. وفي تعليقه على فرار فاضل عبد الكافي، وصفه المحلل رياض جراد بأنه كان “مرشح حركة النهضة الدائم لرئاسة الحكومة”، وانتقد تقديمه للرأي العام كـ”خبير ومنقذ اقتصادي”، معتبراً أنه “يلتحق ببقية الفارين ممن حكموا البلاد خلال العشرية الماضية”، حسب تعبيره.