أخبار تونساخبار

تونس، قصر قرطاج – في خطاب اتسم بلهجة حادة وحاسمة، أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن الدولة تخوض اليوم “حرب تحرير على كافة الجبهات” بهدف “تفكيك شبكات الفاسدين والمفسدين”. جاء ذلك خلال لقائه الدوري يوم أمس، 21 أكتوبر، برئيسة الحكومة السيدة سارة الزعفراني الزنزري، حيث وصف الرئيس المرحلة الحالية بأنها “لحظات فرز تاريخية” يقودها الشعب التونسي “بوعي غير مسبوق”.

وخلال اللقاء، الذي استعرض الأوضاع العامة بالبلاد، شدد الرئيس سعيّد على أنه يتابع الوضع “أناء الليل وأطراف النهار في كل مكان”، متوعدًا بأن “كل مسؤول سيتحمل مسؤوليته كاملة طبقًا للقانون”.

قضية قابس: نموذج صارخ للفساد وخيانة الأمانة

اتخذ الرئيس من الأزمة البيئية والاحتجاجات في مدينة قابس مثالًا حيًا على حجم الفساد الذي تواجهه الدولة. وأشاد بصمود الأهالي في وجه من أسماهم “المتآمرين على الشعب التونسي”، مستحضرًا رمزية المقاوم محمد الدغباجي، الذي “لو كان حيًا لوقف معهم بصموده البطولي”.

الفيديو:

وكشف الرئيس عن وجود معدات متطورة لمعالجة التلوث تم شراؤها عام 2017 “بآلاف المليارات” بناءً على مخطط يعود لعام 2013، إلا أنها تُركت مهملة وملقاة لتصدأ داخل المجمع الكيميائي. وعرضت لقطات الفيديو صورًا للمعدات المهملة والمنسية، والتي قدمها الرئيس كدليل مادي على إهدار المال العام والتفريط في حقوق المواطنين في بيئة سليمة.

وقال الرئيس بنبرة غاضبة: “كانوا يبيعون الأوهام، بل كانوا يريدون التفريط في المجمع الكيميائي”.

“تونس ليست للبيع أو للإيجار”

وجه الرئيس رسالة مباشرة لمن وصفهم بـ”المرتزقة” و”الخونة” و”العملاء”، مؤكدًا أن “التاريخ لفظهم ولن يعودوا”. وأضاف بحزم أن محاولاتهم لبيع مقدرات الوطن باءت بالفشل، معلنًا: “تونس ليست للبيع أو للإيجار. تونس للتونسيين والتونسيات”.

وأكد أن الشعب التونسي، الذي وقف يدًا بيد مع قوات الأمن، يُشكل “السور المنيع الذي ستتكسر عليه كل محاولات تأجيج الأوضاع”. واعتبر أن هذا التلاحم الشعبي هو الذي سيحسم المعركة ضد الفساد.

واختتم الرئيس خطابه بالتأكيد على أن “عملية الفرز تتم بسرعة وستأتي نتائجها قريبًا”، مشيرًا إلى أن الشعب التونسي، الذي رفع شعار “الشعب يريد”، سيفرض إرادته و”سيجذع أنف” كل من حاول التآمر على الوطن ومقدراته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى