أخبار تونساخبار

مداهمات يقودها الكومندوس على معاقل تجار المخدراات

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقطع فيديو من قناة “بلا قناع” على اليوتيوب، أثار جدلاً واسعاً حول واقع تهريب وترويج المخدرات في تونس. الفيديو الذي تضمن نقاشاً ساخناً بين عدد من المحللين والخبراء، كشف عن تحول خطير في نوعية وكمية المواد المخدرة التي تستهدف البلاد، متجاوزاً مفهوم الجريمة العادية ليرتقي إلى مستوى “الحرب المفتوحة” التي تستهدف تماسك الدولة والمجتمع.

تحول مرعب في الأرقام: من الكيلوغرامات إلى الأطنان

سلط الفيديو المتداول الضوء على تغير جذري في لغة الأرقام المتعلقة بالضبطيات الأمنية. حيث أشار المتحدثون إلى أن تونس لم تعد تواجه تهريب “كيلوغرامات” محدودة من الكوكايين أو القنب الهندي، بل أصبحت الأرقام تتحدث عن “قناطير وأطنان”.
ووفقاً للمعطيات التي تم طرحها، فقد تم حجز ما يقارب 25 مليون قرص مخدر في فترة وجيزة، بالإضافة إلى عمليات نوعية شملت ضبط شحنات ضخمة من الكوكايين (إحداها بلغت 470 كيلوغراماً)، وهو ما يؤكد أن تونس والجزائر تتعرضان لعملية إغراق غير مسبوقة بهذه السموم.

الفيديو:

مداهمات يقودها الكومندوس على معاقل تجار المخدراات والمحجوز صاادم واستخبارات أجنبية مورطة في العمليية

نظرية “إغراق العقول”: هل هي مؤامرة خارجية؟

ذهب المحللون في الفيديو إلى ما هو أبعد من الجانب الجنائي، معتبرين أن الكميات المهولة التي تدخل البلاد تتجاوز القدرة الاستهلاكية للسوق المحلية، مما يرجح فرضية وجود “أجندات سياسية واستخباراتية”.
وتم تشبيه الوضع الحالي بما حدث في سوريا وليبيا عبر إغراق المجتمعات بحبوب “الكبتاغون” والهلوسة، بهدف تدمير الوعي الشبابي وشل قدرات الدولة من الداخل. واعتبر النشطاء أن هذه “الحرب القذرة” تهدف إلى خلق حالة من الفوضى واللاوعي المجتمعي، مما يسهل اختراق الأمن القومي للبلاد.

استهداف القيادات الأمنية: ضريبة النجاح

نقطة هامة أخرى أثارها الفيديو تتعلق بالحملات الممنهجة التي تستهدف قيادات أمنية بارزة، خاصة في سلك الحرس الوطني والديوانة وإدارة مكافحة المخدرات.
وأوضح المحللون أن النجاحات الأمنية الأخيرة في تفكيك شبكات دولية وضرب معاقل المافيا، دفعت بهذه العصابات ومن يقف وراءها إلى شن “حرب نفسية وإعلامية” لتشويه سمعة الأمنيين وبث الإشاعات، في محاولة يائسة لكسر عزيمة الدولة في حرب التحرير التي أعلنها رئيس الجمهورية ضد الفساد والتهريب.

تساؤلات مشروعة: كيف تعبر “الأطنان” الحدود؟

رغم الإشادة بالجهود الجبارة للوحدات الأمنية، لم يخلُ النقاش من طرح تساؤلات حارقة حول كيفية وصول هذه الشحنات الضخمة إلى الداخل التونسي.
تساءل بعض المتدخلين في الفيديو عن نجاعة أجهزة المراقبة الحدودية (الماسح الضوئي “سكانير”)، ملمحين إلى احتمالية وجود تواطؤ أو فساد في بعض المنافذ، حيث لا يمكن لشاحنات محملة بالمخدرات أن تمر دون تسهيلات. ودعا الخبراء إلى ضرورة تشديد العقوبات وتطهير الإدارة، لتصل الأحكام إلى أقصى درجات الردع ضد كل من يثبت تورطه في تسهيل عبور هذه السموم.

الحل ليس أمنياً فقط

خلص النقاش في الفيديو إلى أن المقاربة الأمنية، رغم أهميتها القصوى، تظل قاصرة وحدها عن حسم المعركة. حيث تم توجيه نداء عاجل لبقية مؤسسات الدولة، وخاصة وزارات التربية، والثقافة، والشباب والرياضة، للقيام بدورها في تحصين المجتمع.
فالمعركة ضد المخدرات تتطلب استراتيجية وطنية شاملة تبدأ من التوعية في المدارس وتوفير البدائل الثقافية والرياضية للشباب، لقطع الطريق أمام عصابات الترويج التي تستثمر في الفراغ واليأس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى