أخبار تونساخبار

بعد جلسة محاكمة دامت اكثر من 12 ساعة… وثائق سرية و معلومات استخباراتية هامة وإعترافات صآدمة أذهلت المحامين

 

تونس – قصر العدالة | في جلسة تاريخية استمرت لأكثر من اثنتي عشرة ساعة حتى وقت متأخر من ليل أمس، انطلقت فعلياً أطوار المحاكمة في قضية “التآمر على أمن الدولة الثانية“، التي يصفها مراقبون بأنها “قضية القرن“، أمام الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس. الجلسة التي طال انتظارها، لم تكن مجرد إجراء شكلي، بل شكلت منعطفاً حاسماً شهد استنطاقات مفصلة، واعترافات مثيرة، وتصدعات واضحة في استراتيجيات الدفاع.

وتضم قائمة المتهمين شخصيات سياسية وأمنية من الوزن الثقيل، على رأسهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ونجله معاذ الغنوشي، ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، والمديرة السابقة للديوان الرئاسي نادية عكاشة، والوزير الأسبق رفيق عبد السلام، و رئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي، و القيادي النهضوي الحبيب اللوز، و رئيس بلدية الزهراء المنحل ريان الحمزاوي، بالإضافة إلى إطارات أمنية عليا سابقة. وبينما يقبع البعض في السجن، يظل آخرون في حالة فرار خارج البلاد، وتصدر بحقهم بطاقات جلب دولية.

الفيديو (1) :

كشفته الإستنطاقات قضية التٱمر:إطارات أمنية نفذت مهمات قذرة مع إبن الغنوشي.وثائق سرية تفضـ ــح الجميع

 

استنطاقات عن بعد.. واعترافات تهدد بكشف المستور

خلافاً للجلسات السابقة التي طغت عليها المقاطعة، شهدت هذه الجلسة استنطاق عدد من الموقوفين عبر تقنية المحاكمة عن بعد من سجن المرناقية. وكان أبرز الحاضرين القيادي النهضوي الحبيب اللوز، الذي ظهر لأول مرة على كرسي متحرك، وريان الحمزاوي، والإطار الأمني المتقاعد عبد الكريم العبيدي.

ووفقاً للمعلومات الواردة من داخل قاعة الجلسة، كانت المواجهات التي أجراها القاضي مع المتهمين دقيقة ومباشرة، حيث وُجّهت لهم أسئلة حول طبيعة علاقاتهم وتكوين “وفاق إرهابي“. وفي تطور لافت، هدد الإطار الأمني عبد الكريم العبيدي بكشف حقائق خطيرة، حيث صرّح بأنه يمتلك معلومات حول الاغتيالات السياسية التي طالت الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قائلاً: “والله لما أفضحهم الكل!“، ما يفتح الباب أمام تورط أسماء جديدة في هذه القضية الشائكة.

هذه التصريحات، إلى جانب حجم الملف الذي يحتوي على وثائق مصنفة “سرية جداً“، بما فيها معلومات استخباراتية أمريكية حول الاغتيالات قيل إنه تم إخفاؤها، دفعت المراقبين للتأكيد على أن الخسارة الكبرى هي حرمان الشعب التونسي من متابعة هذه الحقائق “المفزعة والصادمة” عبر بث مباشر.

الفيديو (2):

إنهيار أذرع الغنوشي في قضية التٱمر2..ا
لمجكمة تواجه المتهمين بآدلة دامعة في الإستنطاقات وإعترافات صآدمة أذهلت المحامين

 

انقسام في صفوف الدفاع.. وغياب لافت لأنصار النهضة

لم تقتصر الإثارة على ما دار في استنطاق المتهمين، بل امتدت لتشمل هيئة الدفاع نفسها. فبينما طالب محامو أغلب المتهمين، خاصة قيادات النهضة، بتأجيل الجلسة، أصرّ دفاع رئيس بلدية الزهراء المنحل ريان الحمزاوي على المضي قدماً في المحاكمة، معتبراً أن موكله بريء ومستعد للمواجهة. وقد رفضت المحكمة طلبات التأجيل، لتبدأ فعلياً في الخوض في أصل القضية.

هذا الانقسام في استراتيجية الدفاع، تزامن مع غياب تام لأنصار حركة النهضة وجبهة الخلاص، واختفاء “الفيلق الكبير” من المحامين الذين كانوا يحضرون بكثافة في الجلسات السابقة، وهو ما فسّره البعض بأن أوراق القضية تحمل أدلة دامغة قد تقود إلى أحكام ثقيلة.

محامي الحمزاوي: “مكالمة يتيمة.. ومؤامرة شخصية”

وفي تصريح حصري، أكد الأستاذ قيس بن حليمة، محامي ريان الحمزاوي، أن موكله تصدى لكل الأسئلة بثقة، نافياً وجود أي علاقة مشبوهة مع المديرة السابقة للديوان الرئاسي نادية عكاشة. وأوضح المحامي أن المحكمة واجهت موكله بـ”مكالمة هاتفية يتيمة” تمت قبل تولي عكاشة منصبها لتهنئتها، نافياً وجود أي رسائل أو تنسيق آخر.

وأضاف الأستاذ بن حليمة أن موكله يرى أنه “تم حشره” في هذه القضية بناءً على وشاية كيدية من شخص يكنّ له العداء، مؤكداً ثقته الكاملة في براءة منوّبه. وقال: “ريان الحمزاوي أبهر الجميع اليوم، وكان يدافع عن نفسه بأكثر مما يمكننا نحن الدفاع عنه، لأنه كان مقتنعاً ببراءته“.

وفيما ينتظر الشارع التونسي ما ستسفر عنه الجلسات القادمة، يبدو أن قضية “التآمر” قد فتحت صندوقاً مليئاً بالأسرار التي طال انتظار كشفها، تاركة الكلمة الأخيرة للقضاء ليقول كلمته في واحدة من أخطر القضايا التي شهدتها تونس في تاريخها الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى