الرئيس قيس سعيّد في زيارة غير معلنة إلى قليبية ومنزل تميم

قليبية، نابل – 10 جويلية 2025 : في خطوة ميدانية لافتة وذات دلالات عميقة، أدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، فجر اليوم الخميس، زيارة غير معلنة إلى ولايتي نابل، تمحورت حول الوضع البيئي في مدينتي قليبية ومنزل تميم. وقد اختار رئيس الدولة توقيتاً غير مسبوق، حيث وصل إلى منطقة وادي الحجر بمدينة قليبية عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً، لمعاينة الواقع البيئي المتردي على حقيقته، بعيداً عن أي استعدادات رسمية.
زيارة مع الفجر.. لمعاينة الواقع بلا تزييف
شكّل توقيت الزيارة رسالة واضحة بحد ذاتها، حيث أراد الرئيس سعيّد الاطلاع المباشر على حجم الكارثة البيئية في وادي الحجر دون أي محاولة لتجميل المشهد. وقد عاين رئيس الدولة عن كثب التراكم الخطير للفضلات والمصبات العشوائية التي تصب مباشرة في مياه البحر، في مشهد صادم حوّل هذا الموقع الطبيعي الفريد إلى مصبّ مفتوح يهدد الحياة البحرية وصحة المواطنين.
المفارقة المؤلمة، التي وقفت عليها الزيارة، هي أن شاطئ وادي الحجر بقليبية يُصنّف، وفق بعض التصنيفات العالمية، في المرتبة السابعة كأحد أجمل الشواطئ في العالم، وهو ما يجعل الإهمال الذي طاله جريمة بيئية وسياحية بحق تونس.
تصريح برلماني يؤكد خطورة الوضع ويعدّ بالتحرك
وفي أول تعليق رسمي على الزيارة، أكد نائب الشعب عن معتمدية قليبية، السيد فاضل بن تركية، أن الزيارة الرئاسية كانت فرصة لمعاينة الوضع مباشرة والوقوف على حجم الأضرار. وأوضح النائب في تصريح له أن “شاطئ وادي الحجر يشهد تراكماً خطيراً للفضلات والمصبات العشوائية التي تصب مباشرة في البحر”.
وأضاف بن تركية، مطمئناً الرأي العام وأهالي المنطقة، أن “الإجراءات اللازمة ستُتخذ في أقرب الآجال لمعالجة هذه الكارثة البيئية”، مشيراً إلى أن “التنسيق جارٍ بين مختلف الأطراف المعنية بهدف التدخل العاجل وتوفير الحلول الضرورية”.
مسؤولية وطنية لإنقاذ جوهرة طبيعية
تأتي هذه الزيارة لتضع الملف البيئي في قليبية على رأس أولويات الدولة، وتلقي بالكرة في ملعب الإدارات الجهوية والوزارات المعنية. وقد شدد النائب فاضل بن تركية في ختام تصريحه على أن “إنقاذ هذا الموقع الطبيعي هو مسؤولية وطنية تستوجب تكاتف الجهود”.
وينتظر الشارع في نابل، وعموم التونسيين، أن تترجم هذه الزيارة الفجرية إلى أفعال ملموسة تعيد لشاطئ وادي الحجر بهاءه، وتضع حداً نهائياً لهذا الاعتداء على واحدة من أجمل الثروات الطبيعية في البلاد، مع محاسبة كل من تسبب في هذا الوضع.