النقابي السابق عماد الجديدي : المركزية النقابية تستغل مطالب المربين في معركة سياسية خاسرة ضد السلطة

في حوار صريح، وجه النقابي السابق والمعلم بالتعليم الأساسي، السيد عماد الجديدي، نقدًا لاذعًا للقيادة النقابية الحالية، متهمًا إياها بتحويل التحركات الاحتجاجية الأخيرة للمربين من مسارها المطلبي المشروع إلى أداة في معركة سياسية ضد السلطة القائمة، مؤكدًا أن هذه التحركات محكوم عليها بالفشل بسبب ابتعادها عن جوهرها النقابي الحقيقي.
في مستهل حديثه لبرنامج “بلا قناع”، شكر الجديدي المنبر الإعلامي على إتاحة الفرصة للأصوات المخالفة التي يتم تهميشها في المشهد الإعلامي المحتكر، على حد وصفه. ووجه تحية إجلال وإكبار للمعلمين والأساتذة الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية الأخيرة، مثمنًا تضحياتهم وتحملهم عناء السفر إيمانًا منهم بمشروعية مطالبهم.
“حق أُريد به باطل”
رغم إقراره بوجاهة مطالب المربين، يرى الجديدي أن تحرك المركزية النقابية ليس بريئًا، واصفًا إياه بأنه “حق أُريد به باطل”. واستشهد بالمثل العربي القائل: “ليس حبًا في علي ولكن كرهًا لمعاوية”، ليشرح أن دافع القيادة النقابية لم يكن نصرة المعلمين بقدر ما هو استخدام قضيتهم كورقة ضغط في صراعها السياسي.
وأضاف قائلًا: “زاد يقين المربين بأن ما تفعله المركزية النقابية ليس محبة في المعلمين، ولكن كرهًا لنظام سياسي معين”. وأشار إلى أن هذه القيادة نفسها هي التي “قزّمت مطالبنا وخذلتنا في محطات سابقة”، مذكرًا بمواقف متناقضة لأعضاء من المكتب التنفيذي الحاليين الذين كانوا في السابق يعارضون مطالب زملائهم أو يتخلون عنهم في أوقات حاسمة.
الفيديو:
أسرار تشـ ـعل النقابات وتكشف أسرارا وتجاوزات..تعكعيك في التعيينات وقيس سعيد يوقف كل التجاوزات !!
قطيعة بين القاعدة والقيادة
اعتبر الجديدي أن الحضور العددي الضعيف في الوقفة الأخيرة، والذي قدره ببضع مئات (300 إلى 400 شخص)، هو دليل قاطع على وجود قطيعة بين القاعدة العريضة من المربين والقيادة النقابية. وقارن هذا الحضور الهزيل بوقفات احتجاجية سابقة ذات طابع مطلبي بحت، مثل وقفة 9 جوان التي حشدت 35 ألف معلم وأستاذ، ووقفة أخرى ضمت 1500 معلم من خريجي المعاهد العليا.
وأوضح أن هذا العزوف يعكس وعي المربين بأنهم يُستغلون في معركة لا علاقة لها بمطالبهم الأساسية. وقال: “الناس فاقت بكم… اليوم عندما تكون المطالب نقابية بحتة تجد 35 ألف شخص، وعندما تكون سياسية يحضر 300”.
رسالة إلى المربين والسلطة
ووجه الجديدي رسالة مباشرة إلى زملائه المربين، داعيًا إياهم إلى الوعي وعدم السماح باستغلالهم مجددًا. وقال: “لا تلدغوا من جحركم مرتين. تخلصوا من هذه المركزية التي تريد أن تكوّر بكم”. وأعلن أنه سيعود للتدريس “نكاية فيهم”، مؤكدًا أن عشرات الآلاف من المعلمين والأساتذة سيحذون حذوه.
كما وجه رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، مطالبًا إياه بحل ملف المعلمين بشكل مباشر، معتبرًا أن ذلك “سيسحب البساط من تحت أقدام القيادة النقابية التي تستعمل العودة المدرسية كسلاح لضرب مسار 25 جويلية”.
في ختام حديثه، أكد الجديدي أن المربين في تونس شرفاء، وأنهم بناة العقول والأجيال، لكن القيادة النقابية الحالية حولت الاتحاد إلى حزب سياسي غارق في الانتهازية واستغلال النفوذ، على حد تعبيره، متنبئًا بفشل الإضراب القادم لأنه “فاشل… وفاقد للشرعية”.