بالفيديو احتجاجات أمام سجن بعد تصريحات شقيقة جوهر بن مبارك بخصوص وضعه الصحي

تونس العاصمة – تعيش عائلة الناشط السياسي البارز جوهر بن مبارك وأوساط حقوقية وسياسية في تونس حالة من الصدمة والقلق الشديدين، إثر تدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ وخطير داخل السجن. ويأتي هذا التدهور نتيجة إضراب عن الطعام يخوضه منذ أيام، احتجاجًا على ما يصفها بـ “المحاكمة المستحيلة في ظل غياب أبسط مقومات العدالة”.
أفادت مصادر من عائلته أنه تعرض لحالة إغماء، وأن وضعه الصحي أصبح “حرجًا للغاية”، وسط حديث عن تراجع خطير في طاقته الجسدية. وقد أكدت شقيقته المحامية دليلة بن مبارك مصدق، في تصريحات مؤثرة، أن شقيقها “لم يعد قادرًا على المشي أو تحمل الضوء، ويعاني من أوجاع شديدة في الرأس”، مضيفة أنها فوجئت بنقله إلى زنزانته على كرسي بلاستيكي بعد أن عجز عن الحركة. ونقلت عنه رسالة وجهها إلى وزيرة العدل قائلاً: “سأخرج بعد أيام من السجن إما حراً طليقاً أو ميتاً”.
الفيديو:
احتجاجات ومطالب بالتدخل الفوري
وفي تطور لافت، نظمت “تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين” وقفة احتجاجية كبرى يوم الجمعة 7 نوفمبر 2025، أمام سجن بلّي بولاية نابل حيث يُحتجز بن مبارك. وانطلقت الوقفة في البداية من أمام مدينة الثقافة بالعاصمة، قبل أن يتوجه المشاركون في مسيرة سلمية نحو السجن، بمشاركة وجوه بارزة من الساحة الحقوقية والسياسية وعائلات الموقوفين في ما يعرف بـ “قضية التآمر”.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بالإفراج الفوري عن بن مبارك وإنقاذ حياته، محملين السلطات المسؤولية الكاملة عن أي مكروه قد يلحق به. وشدد المشاركون على ضرورة السماح له برعاية طبية عاجلة ومناسبة، مؤكدين أن “الحق في الحياة لا يمكن المساس به مهما كانت التوجهات السياسية”.
موجة تضامن واسعة
وقد أثارت قضية بن مبارك موجة تضامن واسعة، حيث أعلن رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، والأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، دخولهما في إضراب عن الطعام من داخل السجن تضامنًا معه. كما أعلنت عائلة بن مبارك بدءها إضرابًا عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنه وعن جميع المعتقلين السياسيين.
من جانبها، أكدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد زيارة وفد منها لبن مبارك في السجن، “التدهور الخطير” لحالته الصحية ورفضه القاطع فك إضرابه. وحذرت الرابطة من أن استمرار الإضراب قد يودي بحياته، محملة السلطات التنفيذية والقضائية المسؤولية الكاملة عن سلامته.
في المقابل، نفت الهيئة العامة للسجون والإصلاح في بيان لها ما تم تداوله حول تدهور الوضع الصحي لبعض المساجين المضربين عن الطعام، مؤكدة أن حالتهم “عادية ومستقرة” بناءً على الفحوصات الطبية اليومية.
