رئيس الجمهورية يصدر أوامر رئاسية للمهندس علي بن حمّود في البتروكيمياء

تونس العاصمة – استقبل رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، ظهر اليوم الثامن من نوفمبر بقصر قرطاج، المهندس في البتروكيمياء السيّد علي بن حمّود، في لقاء تمحور حول الوضع البيئي المتردي في ولاية قابس، وكلّفه بتشكيل فريق عمل لوضع حلول فورية لهذه الأزمة التي طال أمدها.
في مستهل اللقاء، أثنى الرئيس سعيّد على الكفاءة العالية والحس الوطني العميق الذي يتمتع به المهندس علي بن حمّود، خريج جامعة شنغهاي للصناعات الكيميائية، مشيدًا باستجابته الفورية لـ”نداء الواجب المقدس” من أجل إيجاد حلول للمشاكل البيئية التي تعاني منها قابس. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الجهة بسبب التلوث الناجم عن المجمع الكيميائي، والذي أدى إلى تكرار حوادث الاختناق والمخاطر الصحية.
وربط رئيس الدولة هذه القضية بسياق أوسع، مؤكدًا على انخراط الشعب التونسي في “حرب التحرير الوطني” ضد شبكات الفساد.واتهم أطرافًا لم يسمها بـ”التظاهر بأنهم دعاة إصلاح”، بينما ساهموا في “التخريب وإهدار المال العام”، مشيرًا إلى أن أهدافهم كانت التفريط في مقدرات الدولة ومؤسساتها العمومية. ويأتي هذا التصريح ليعزز الخطاب الرئاسي المناهض للفساد، والذي يعتبره معركة سيادية لتطهير البلاد.
كما وجه الرئيس تحية خاصة لأهالي قابس لصمودهم ووعيهم، معتبرًا أنهم “لقّنوا ويلقّنون الدرس تلو الدرس في إحباط المحاولات المفضوحة لتوظيف معاناتهم”. وذكر بأنه التقى في السابق بالعديد من شباب الجهة الذين قدموا حلولًا علمية وواقعية للأزمة البيئية، إلا أنها قوبلت بالتجاهل ممن وصفهم بـ”بائعي الأوهام”. وتشهد قابس منذ عقود كارثة بيئية مستمرة أثّرت على صحة المواطنين ودمرت الموارد الطبيعية، مما دفع بالعديد من المنظمات إلى المطالبة بإغلاق الوحدات الصناعية الملوثة.
وتتويجًا للقاء، كلّف الرئيس سعيّد المهندس بن حمّود بتشكيل فريق عمل يتولى “بسرعة إيجاد حلول آنية في انتظار حلول استراتيجية في قابس وفي سائر أنحاء الجمهوريّة”.
واختتم رئيس الجمهورية حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تختفي كلمة “حقرة” (الظلم والاحتقار) من الواقع التونسي، مشددًا على أن “حق التونسيين والتونسيات في الكرامة مشروع وستبقى رؤوسهم مرفوعة في السماء بالرغم من كيد الكائدين”.